قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن العملية الفدائية «التي نفذها الشاب ثائر كمال جميل حنني 18 عاما في شمال تل أبيب التي أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين منهم ثلاثة جنود، وإصابة خمسة عشر آخرين بجراح تأتي كرد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في كل من رفح ونابلس وغزة وجنين خان يونس و باقي المدن الفلسطينية..
وأكد جميل المجدلاوي القيادي السياسي في الجبهة الشعبية في مقابلة خاصة مع «الجزيرة» على أن العملية جاءت في سياق حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وحقه في الدفاع عن نفسه في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الشامل، الذي يكاد يطال كل شبر من أرضنا الفلسطينية المحتلة..
وقال المجدلاوي : لقد ارتكبوا المجازر بحق أبناء شعبنا، ففي شهر «ديسمبر كانون أول» الماضي قتل الصهاينة «35 فلسطينياً»، وأصابوا ما يزيد على مائتين آخرين غالبيتهم من المدنيين، وهدموا منازلنا، وقتلوا أطبائنا ومسعفينا، وحتى ضباط الأمن الفلسطيني لم يسلموا من بطشهم، لقد قتلوا ملازم أول على معبر رفح، كان يسهل حركة الفلسطينيين على المعبر..
وإزاء هذه المجازر يقول المجدلاوي ل«الجزيرة»: كان لزاماً على فصائل المقاومة الفلسطينية بأن ترد من أجل ألا يشعر العدو بأن شعبنا وأرضنا مستباحون أمام عدوانه، إنها رسالة موجهة للاحتلال، فإذا ما واصل ارتكاب جرائمه فمن الطبيعي أن يتم نقل المعركة إلى داخل الكيان الصهيوني.
من الطبيعي أن يدافع شعبنا عن نفسه..
وأشار المجدلاوي في حديثه الخاص مع «الجزيرة» إلى أن جبهته كانت منذ البداية تدعو عبر كل الحوارات بتصويب المقاومة للاحتلال في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، ولكن يضيف المجدلاوي:
هذا لا يعني أن يتصرف العدو وكأنه في مأمن في حال استمرار ارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا الصامد على ثرى وطنه فلسطين.. إذا يجب على العدو والكلام ل«المجدلاوي»: أن يعرف أنه إذا ما استمر في سياسة التنكيل والمجازر الجماعية بحق الفلسطينيين المدنيين، كما يفعل الآن في مدينة نابلس، إذ يقتل الأطفال والفتة والشبان بدم بارد، ويهدم معالم المدينة الأثرية، فمن الطبيعي أن يدافع شعبنا عن نفسه، وهذا موقف كل الفصائل الفلسطينية..
ودعا المجدلاوي إلى ضرورة الاتفاق على خطة وطنية لإصلاح البيت الفلسطيني، وذلك من اجل تحديد أساليب إدارة الصراع..
مؤكدا على ضرورة بناء قيادة فلسطينية موحدة يشارك فيها الجميع، وتشارك في إطار سياسة ومتابعة القضايا الفلسطينية، يسند إليها قرار القتال والمقاومة، بماذا نقاتل وفي أي مكان لتصبح قراراتها ملزمة للجميع..
وأكد المجدلاوي على أن تجدد الحوار ومقاومة الاحتلال هما الخياران الوحيدان علي الساحة الفلسطينية.. فليس أمام الفلسطينيين سوى مجابهة الاحتلال بكل أشكال المقاومة والحوار الوطني والعمل الدائم من أجل تعزيز الوحدة الوطنية لتحقيق جماعية القرار والمشاركة في اتخاذ القرارات ومتابعة تنفيذها.. فمن دون الاتفاق على قيادة سياسية موحدة يصعب الاتفاق على أي شيء آخر.
لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام جرائم الاحتلال المتواصلة..
من ناحيته قال كايد الغول أحد قيادي الجبهة الشعبية في حديث مع «الجزيرة»: إن الفصائل الفلسطينية أعلنت في اكثر من مرة تحييد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وإخراجهم من دائرة الصراع، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بذلك على الإطلاق، ولذلك لا يمكن للشعب الفلسطيني وفصائله السكوت والوقوف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم الإسرائيلية المتواصلة..وأكد الغول على أن حكومة شارون لم تعط أية فرصة أو أي اهتمام لحدوث تهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومارست المزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني، دون رقيب ولا حسيب، والعالم كله يتفرج على آهات الفلسطينيين. وكشف القيادي البارز في الجبهة الشعبية في قطاع غزة النقاب عن أن الجبهة الشعبية يمكنها أن تلجأ لإعلان الهدنة كأمر تكتيكي وليس كإستراتيجية، حيث لا يجوز أن تكون استراتيجية الشعب الفلسطيني فقط إعلان الهدنة، دون أن يمتلك أوراقاً أخرى على رأسها ورقة المقاومة.
هي الأولى في سلسلة عمليات الرد على جرائم الاحتلال
وكانت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنت مسئوليتها عن تنفيذ العملية التي وقعت الخميس قبل الماضي الموافق «25/12/2003» في شمال تل أبيب.. وقالت الكتائب في بيان تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن العملية تأتي رداً على اغتيال جبريل عواد وفادي حنني وباقي جرائم الاحتلال، موضحة بأن العملية هي الأولى في سلسلة عمليات الرد على الجرائم الاسرائيلية، ستقوم بها حتى دحر الاحتلال حسبما جاء في البيان..
تجدر الإشارة إلى أن منفذ العملية الفدائية الشهيد ثائر كمال الحنني، هو أحد أفراد عائلة الشهيد فادي حنني الذي اغتالته قوات الاحتلال في مخيم بلاطة قبل عدة أيام.
|