في الماضي القريب كان هناك في القرى والأرياف من يحمل حقيبة يدوية تحوي آلات بدائية تستخدم لختان الذكور من الموليد أو لقلع الأضراس النخرة أو لدمل الجروح وكانوا يسمون مثل هؤلاء بالختانين وفي بعض البلاد بالحكيم وأحيانا «الدكتور»، وظهرت مدارس التطبب ثم تلاها معاهد صحية ودبلومات صيدلانية وصرنا نستقدم من هؤلاء للخدمات التمريضية ووجدوا أننا نسمي كل من يداوي جرحاً أو يقدم لنا قطرة واسبريناً «دكتوراً» فاستعذبوا المسألة وتجاوزوا الحد فاشترى بعضهم شهادات مزورة مما ادخره عندنا وعاد الينا طبيباً لا تدخل اليه إلا بالحجز، بعد أن كان ختاناً «وقلاع ضروس»، وكم عانت الأسر من وصفاتهم التي تتمحور حول المضاد وخافض الحرارة وهو الأمر الذي كان محل تندر الكثيرين وتحذير المخلصين الى ان بدأت الجهات المختصة بالصحة تكشف بين آونة وأخرى جماعات وفئات من هؤلاء المدعين العابثين بعقولنا وصحتنا وأموالنا، وحينما تعلن هذه الجهات عن أنها أصدرت وما زالت تصدر بحق المزورين المتطببين أنواع العقوبات المناسبة نظاما وقانوناً..
فإننا نسأل الجهات الصحية الرسمية عن مدى عقوبة من بلانا بهم واستقدمهم وأمضى ووقع عقودهم للعمل في مصحاتنا ومراكزنا الطبية، فإن لم نجتث ونستأصل المشكلة فلن نقضي على هذا العبث وسيبقى الخلل والخطر، فاحذروا الختانين واحمونا من ألاعيبهم.
|