إذا أملنا النظر في مستوى معظم اللاعبين في بلادنا.. وخاصة المرموقين.. نجد أن لكل لاعب مميزات حسنة.. في الوقت الذي نجد فيه نقصا في مهاراته كلاعب.. فذاك مراوغ وهديف ولكنه لا يجيد ضربة الرأس..
والآخر لا يجيد امتصاص الكرة، وذلك لا يستطيع اللعب بكلتا قدميه..
من هنا أجد أن هذه الأسباب وراثية.. ولماذا كانت وراثية؟ وما هي مسبباتها؟
اللاعب هنا يعتمد اعتمادا كلياً في نشأته على أسلوب التقليد والمحاكاة، فتراه متأثراً باللاعب الفلاني.. فهو يحاول أن يجيد حتى ولو مشيته في الشارع.. لا لشيء إلا أنه ينظر إليه كمثل يُحتذى به.. فسيتأثر ذلك الناشئ بأسلوب اللاعب المعجب به من حسن وسيىء..
كما أن النشء يعتمدون اعتمادا كليا على تنمية مواهبهم في اللعبة في الشوارع.. دون توجيه وعناية وبالفطرة.. فيكتسبون ما يكتسبون.. من جيد ورديء.. مع أن المواهب الصغيرة هي الجديرة بالعناية والاهتمام لا سيما وهي البذرة التي يمكن تنميتها.. وتحديد اتجاهها.. على أسس سليمة بناءة..
فالمدرسة لو اضطلعت بدورها وأعطت للحصص الدراسية الرياضية اهتمامها لوجدنا بين صفوفنا من اللاعبين مَن تتوفر لديهم المهارات الفردية الأساسية لكل لعبة.. كذلك النادي الذي كثيراً ما يهمل هذه المواهب فلا تتاح لهم فرصة التدريب على أيدي المدربين إلا في الحالات النادرة، فمن هنا ينشأ اللاعب نشأة فطرية لا يمكن أن تتوفر معها المهارة المطلوبة.. والعناصر الأساسية.. خاصة وأن الطبع يغلب على التطبع كما يقولون.. وإذن فمن الصعب جدا أن تجتذ ما اكتسبه اللاعب من أخطاء بعد أن تمرس عليها طيلة أعوام عديدة.. إلا أن هذا لا يعني عدم استيعابه لأي جديد ولكن بنمو بطيء قد يصل في النهاية إلى سن اليأس الرياضي قبل الإلمام التام بها، وهذا ما يجعل الفئة العظمى من لاعبينا لا يعمّرون كثيرا في الملاعب.. نتيجة سوء التخطيط والفقر الفني لدى اللاعب الذي لم تتوفر له الوسائل الفنية والتوجيه الفني المدروس.
|