في ظل المدنية الحديثة أصبحت ظاهرة التدخين منتشرة بين فئات المجتمع من الشباب والشيوخ نساءً ورجالاً، وأصبحت مصانع تغليف التنباك تتفنن في تغليفه بألوان مختلفة وتحت أسماء متعددة لإيهام شاربيه أن هذا يحمل نكهة ذات ذوق رفيع والآخر تقل فيه نسبة القطران بنسبة 5% وغيرها من المغريات التي ليس لها مكان في المعايير الطبية، المهم تسويق هذه المنتجات الخطيرة على حساب صحة الإنسان وبالرغم من التناقض بين جودته وما يكتب على غلافه من عبارات تحذيرية بأن التدخين يضر بصحتك وننصحك بالامتناع عنه، وهنا مدعاة للتساؤل للربط بين هاتين العبارتين اللتين تدلان على سخافة عقلية أصحاب الشركات الذين تجردوا من إنسانيتهم، كل ذلك من أجل تحقيق هدفهم المادي.. والتربية اليوم مطالبة من أكثر من أي وقت مضى ان تقول كلمتها من خلال الميدان التربوي باعتبار أن أبناء هذه الأمة هم نتاج للأسس التي قامت عليها فكلما تفاعلت التربية مع هموم الأمة تماسك المجتمع وتنامي ومقولة وراء كل أمة عظيمة تربية علمية هي مطلب للشعوب فالعملية التربوية مرتع خصب لغرس جميع أنماط التربية التعليمية والاجتماعية والثقافية والصحية فالمنهج ممكن أن يتضمن الكثير من المواضيع التي تتحدث عن التدخين وأضراره مدعمة بالصور والإحصائيات مع مراعاة المراحل العمرية للطالب في كل مرحلة دراسية (الهيئة التعليمية من إدارة ومدرسين ومشرفين يجب ان يستشعروا رسالتهم التربوية من خلال القدوة في سلوكهم وما يسدونه من نصائح وتوجيهات من خلال النشاط المدرسي الذي يجب ان يتضمن معارض للتعريف بأضرار التدخين بالإضافة إلى استغلال الإذاعة المدرسية التي تعتبر عاملاً مهماً في بث التوعية بين الطلاب مع الأخذ في الاعتبار منع التدخين داخل المبنى المدرسي الذي له خصوصيته ورسالته التربوية التي يجب أن تحترم من قبل كل من دخله من مراجعين وعمال الصيانة حتى نستطيع أن نعطي رسالة للأمة أن المدرسة هدفها المساهمة في بناء الأمة وسعادتها وقبل أن أختتم هذه المقالة أحب أن أوجه رسالة إلى جميع الوسائل الإعلامية لترسيخ المعاني السامية للإعلام وتذكر الميثاق الإعلامي الذي نذروا أنفسهم من أجل تحقيق أهدافه وخصوصاً في عالمنا العربي الذي يتمسك بقيّم الأمة ويعتبرها زاداً معيناً في مسيرته الإعلامية.
|