Wednesday 7th January,200411422العددالاربعاء 15 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى متى.. وإلى أين؟! إلى متى.. وإلى أين؟!
خالد المالك

من أهلنا..
ممن يتكلمون بلغتنا..
وينتمون لديننا..
من الجار والقريب..
ومن يدَّعي صداقته الحميمة لنا..
ويزعم أن وشائج القربى معالم نبيلة لتعامله معنا..
***
من أولئك الذين منحناهم حبَّنا ولا نزال..
فمنحونا الحقد والكراهية والعمل ضد أمننا ووحدتنا واستقرارنا..
من هؤلاء الذين أغدقنا عليهم الكثير الكثير من خيراتنا..
وتلمَّسنا العذر لهم كلَّما أخطأوا بحقنا..
***
من هؤلاء كلِّ هؤلاء..
يتواصل عداؤهم لنا..
وتآمرهم علينا..
ونكوثهم بالوعد والعهد حتى مع علمهم بردود الفعل الغاضبة منا..
اعتقاداً منهم بأن صمتنا ينمُّ عن ضعف..
وأن سكوتنا مصدره استرضاؤنا لهم..
وخوفُنا من انقطاع حبل التواصل فيما بيننا..
***
إلى هؤلاء..
جاراً أو قريباً..
إلى من ينتمي إلى ذات الدِّين الذي ندين به واللغة التي نتحدَّث بها..
نقول لهم: على رِسْلكم..
فقد آن الأوان لتراجعوا مواقفكم..
وعلى عاقلكم أن يروِّض الضال منكم..
فقد تماديتم بما لا مجال للتسامح عنه..
أو الوقوف موقف المتفرج منه..
***
أقول هذا وقد أدمى القلب ما نراه من حقد دفين..
يتبنَّاه إعلام حاقد..
ويصدُر عن أقلام مأجورة..
ضد قلعة العروبة والإسلام..
وقد سقط الحياء في سلوك هؤلاء..
وغاب العقل الرشيد والتوجه السليم من تصرفاتهم..
كما لو أنهم يتعمَّدون إذلال أنفسهم بزعم أنهم يذلّون غيرهم..
أو أنهم لا يدركون بأنهم بما يفعلون قد باعوا ضمائرهم للشيطان..
***
نحن - إي والله - في غنى عن مدائحهم..
ومن مصلحتنا أن يكفّوا عن إغراقنا بالثناء الرخيص..
بل وربَّما كنا أحوج ما نكون إلى من يدلنا على عيوبنا..
ويعرّفنا على أوجه القصور التي يرونها فينا..
فهذا هو ما نريده منهم ومن غيرهم..
وهو ما نتمناه كأسلوب لتعامل مستقبلي نزيه ونظيف بين طرفينا..
***
أتساءل مع المتسائلين: لِمَ هذا الموقف المتجاهل لقواعد وأصول العلاقات الأكثر نزاهة ومصداقية؟..
ومتى تُوظَّف مثل هذه الأقلام لصالح الأمة..؟
ألم يحن الوقت ليراجع أصحاب هذه الأقلام مواقفهم ومبادئهم المذلة؟..
وإلى أين هم متجهون وسط هذه المؤامرات التي يستخدم العدو أقلامهم أدوات لها؟...
ولماذا يُغيِّب هؤلاء القيم النبيلة من كتاباتهم؟..
ويفرّغونها من أي محتوى يقنع الآخرين باحترامها؟..
***
أكتب هذا المقال وأطرح مثل هذه التساؤلات مع شديد الأسى والأسف بعد أن بلغ السيل الزبى كما يقال..
وبعد أن أصبح لا همَّ لمثل هذه الأقلام ولا شغل لها إلا الهجوم والتطاول والإساءة للمملكة بلا أدنى مبرر ودون وجه حق..
مما أثار استغراب الخيّرين منا عن المغزى والهدف من هذه الطروحات التي تمس مصالح الأمة في الصميم..
***
فقد تجاوزت إساءاتهم في النيل مما هو جدير بالاحتفاء على مستوى المملكة إلى النيل من مصالح الأمة على مستوى العالمين العربي والإسلامي..
وهذه مواقف مؤلمة لا تصدر عن صاحب قلم شريف ونزيه يحرص - أول ما يحرص عليه على أن يوظف قلمه لخدمة قضايا أمته ومصالحها..
***
تابِعوا ما تنشره بعض الصحف العربية..
واقرأوا لبعض كُتَّابها..
وقارنوا بين ما تنشره بعض وسائل الإعلام في الغرب وبين ما تنشره بعض صحفنا العربية والأقلام العربية..
بل ضعوه على محكّ المقارنة بما يُنشر في صحافة إسرائيل أيضاً وبما تختاره بعض صحفنا العربية نقلاً عنها..
وستعرفون حينئذٍ لِمَ هذا الانفعال منّي وردّة الفعل الغاضبة على هذا الذي نتحدث عنه..
***
لست ضد الرأي الآخر..
بل أنا مع حرية الرأي..
والانفتاح على كلِّ التيارات والآراء والأفكار الأخرى..
ومن المصلحة أن يتمتع الإعلام العربي بهامش كبير من الحرية ليؤدي دوره كما ينبغي وكما يجب وكما نحب أن يكون..
ولكن يجب أن يتمَّ هذا وفق منهجية وقواعد وأصول أخلاقية لا تغيب ولا ينبغي أن تغيب على العاقل منا..
***
يقول بعض هؤلاء: نحن ممن يكتفون بالنقل عن صحف أجنبية أخرى، وأنهم كأصحاب أقلام عربية لا يكتبون عن المملكة بما يسيء إليها أو يمس مصالحها..
وغاب على هؤلاء، أن انتقاءهم لما يسيء إلى المملكة ضمن خيارات كثيرة من الكتابات الموضوعية في الصحافة الأجنبية وهي متاحة لهم هو الإساءة بعينها..
وأن هذا المبرِّر لهذا التصرف البليد لا يعفيهم من المسؤولية التاريخية لهذا التلاقي والتوافق مع التوجهات المعادية لمصالح ومقدّرات ومستقبل أمتنا العربية، بما يجب أن يدان ويُندَّد به ويُكشف عن عوراته..
***
ولعله من تكرار القول أن نقول: إن مثل هذه الكتابات لن تؤثر على مسيرة المملكة ووحدة شعبها، ولن توقف مُضِيّها في العمل نحو ما هو أفضل لمواطنيها، وأن الخاسر الأكبر في هذه الهجمة الإعلامية العربية على المملكة - إن كان هناك من سيخسر - هم العرب على امتداد الوطن العربي، وهم المسلمون بكل جنسياتهم ومذاهبهم..
***
فهل من معتبر؟..
ومن متأمِّل في المستقبل الغامض لأمتنا العربية؟..
هل من قارئ جيد لهذا الذي نراه؟..
ومن عاقل رشيد يراجع مثل هذه المواقف غير المسؤولة؟..
هذا هو ما نتمناه - بعض ما نتمناه - من قومنا إن كانوا يعقلون!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved