* أنقرة - بوراك اكينجي أ.ف.ب:
وجهت سوريا وتركيا أمس الثلاثاء تحذيرا مشتركا موجها ضد كل من يحاول المس بوحدة أراضي العراق، وذلك خلال اليوم الأول من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا وصفها هو نفسه بانها «تاريخية» وتجسد زيارة الدولة التي تستغرق ثلاثة ايام، وهي الأولى التي يقوم بها رئيس سوري إلى تركيا، تحسن العلاقات بين البلدين اللذين كادا ان يخوضا مواجهة عام1998.
وارتفعت الاعلام التركية والسورية على مفترقات الطرق الرئيسية في انقرة حيث تتساقط الثلوج.
وقال الأسد في ختام محادثاته مع نظيره التركي احمد نجدت سيزر اتفقنا على حقيقة انه يجب قطعيا حماية سلامة الأراضي العراقية والحفاظ على وحدتها.
واضاف ندين جميع المطامع التي قد تشكل خطرا على وحدة الأراضي العراقية.
وتخشى تركيا، كما سوريا، حيث تعيش اقليات كردية عدوى الانفصال في حال حصول أكراد العراق على حكم ذاتي ضمن إطار نظام فيدرالي. ودعا سيزر إلى عودة الاستقرار للعراق في أسرع وقت ممكن، لكن زيارة الأسد تأتي قبل أي شيء تجسيدا لتطبيع العلاقات بين بلدين كادا ان يتواجها عسكريا بسبب دعم دمشق للمتمردين الأكراد في تركيا. وقال الأسد لقد انتقلنا من أجواء عدم الثقة إلى أجواء من الثقة واصفا زيارته بانها «تاريخية».
ومن جهته، قال سيزر من دون إضاعة مزيد من الوقت، يجب إحلال السلام والاستقرار والازدهار محل البغضاء وعدم الثقة وعدم الاستقرار في منطقتنا.
وفي 1998، هددت تركيا حليفة الولايات المتحدة واسرائيل في المنطقة باللجوء إلى القوة ضد سوريا بسبب دعمها لحزب العمال الكردستاني.
ولم تحل الأزمة إلا بعد ان طردت سوريا الزعيم الكردي عبد الله اوجلان المسجون اليوم في تركيا ومنذ ذلك الحين وقع البلدان اتفاقات امنية واقتصادية.
وقد وقعا الشهر الماضي خصوصا اتفاقا لمكافحة الجريمة والإرهاب بعد ان أبعدت دمشق 22 مشبوها تطاردهم تركيا في اطار التحقيق حول العمليات الانتحارية التي وقعت في اسطنبول في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وشارك الأسد وسيزر أمس في توقيع ثلاث اتفاقيات اقتصادية حول تشجيع الاستثمارات والسياحة والضرائب.والتقى الأسد مساء أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على ان يلتقي اليوم وزير الخارجية عبد الله غول وقائد هيئة الأركان الجنرال حلمي اوزكوك.
وسيتوجه غداً الخميس إلى اسطنبول للمشاركة في منتدى حول السياحة الثنائية ولقاء رجال أعمال.
وخلال محادثاته، سيثير الأسد الأوضاع الاقليمية في وقت يحاول فيه إعادة اطلاق مفاوضات السلام مع اسرائيل.
وكانت تركيا عرضت تسهيل الحوار بين البلدين. وابلغ سفير الدولة العبرية في تركيا بنحاس افيفي الذي سيلتقي اردوغان في وقت قريب وزارة الخارجية التركية الاجراءات التي بامكان دمشق اتخاذها من اجل تشجيع معاودة الحوار، وفقا لما ذكرته مصادر دبلوماسية.
ويبدو ان دمشق وانقرة وافقتا على عدم اثارة نقاط الخلاف بينهما اثناء الزيارة مثل تقاسم مياه الفرات وسيادة تركيا على اقليم هاتاي.
|