«بلقيس» ما هذا الشحوب والهزال؟
ماذا دهاك يابنة النعمان؟
عيناك فيهما انكسار
وثوبك مرقع بأحرف اجترار
وحسنك مبتذلٌ بنغمة القيثار
وكان رمزاً شامخاً لقمة الاشعار
يفجر اللغات في الزمن
قصائد الخلود
قلائد الإبداع في الوجود
خريطة بلا فضاء أو حدود
وجبهة تأبى الخنوع والسجود
لقوة العنقاء والوثن
ألا لرب العرش خالق الأكوان
الله قاهر الطاغوت والطغيان
***
«بلقيس» أين حلة الملوك من بني غسان؟!
وأين تاجك المصون من فتى عدنان؟
بل أين لونك الجميل بالإيمان؟
من نهب الأساور الثمينة؟!
من ساعديك واستبى الخزينه
وأين قصرك المحوط بالجلال
وسط الحقول الخضر في التلال
***
«بلقيس» أنت نخلة تطاول الزمان
ممشوقة القوام بالأذان
قدسيّة الكتاب والعنوان
تسامر الأطياف والقمر
تسبِّح الرحمن في السحر
وتثمر السلام والحريه
للأرض والطيور والبريه
***
«بلقيس» يا برقية الإباء
شفرتها أعزّة الرجال
الرافضين جبة التمثال
القارئين سورة الأنفال
«بلقيس» يا رسالة مختاره
لعالم قد جُنّ باغتراه
بالكبرياء ساحب إزاره
يعاقر الضلال والفجور
على الضعاف دائماً يجور
يبرمج العباد والبلاد
بالكيد والخداع والإذلال
***
«بلقيس» ربما الأيام تخرج الصمصامه
وابن الوليد يوقظ التاريخ والكرامه
والحارث البكري يركب النعامة
ومن «أبي تمامٍ» القصيده
فيها البيان والإعلان
أن انتفاض الارض يسقط المكيده
وأن في انتفاضة الجهاد قوة العقيده
ذرَّاتها الإيمان تحطم الشيطان
تمدُّ بالإسلام للإنسان
عرائش السلام والإباء والاحسان
|