تعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض أول مكان يقام فيه الحوار الوطني الأول خلال الفترة من 15-18/4/1424هـ وخرجوا منه بعدة توصيات نأمل أن يؤخذ بها وتتسع دائرة النقاش بشأنها.
ليتكرر لقاء ثان للحوار الوطني الفكري بمكة المكرمة في الفترة ما بين 4-8/11/1424هـ، وقد حضره ستون مفكرا وباحثا وعالما وأكاديمياً وعشر باحثات ومفكرات وأكاديميات، وكان البحث المقدم تحت عنوان «الغلو والاعتدال، رؤية منهجية شاملة» في حين كان عدد المشاركين في اللقاء الأول لا يتجاوز الثلاثين شخصا ولم يكن للعنصر النسائي مشاركة، وتم تلافي ذلك في اللقاء الثاني.. لدرجة ان ارتفعت نسبة تقبل الرجال لمشاركة المرأة ومداولاتها في النقاشات الى ان وصلت الى 98% من اجمالي المشاركين الذين يرحبون بالرأي والرأي الآخر.
رغم ان البعض طالب برفع السرية عن الحوار الوطني فقد منع الاعلاميون عن حضور جلسات الحوار التي أوثر لها أن تكون مغلقة خوفا من نقل صورة غير دقيقة عما يدور على أن تقدم اللجنة الاعلامية في اللقاء موجزاً عما يدور في الجلسات من خلال مؤتمر صحفي يومي، ولا بد أن لهذا الرأي مؤيدين ومعارضين لم تمكنهم معارضتهم من الخروج بالحوار الوطني الى خارج الغرف المغلقة.
ولعل أجمل ما روعي في هذا الحوار عدم المساس بشخص أو برأيه حيث إن هناك ضوابط ومعايير وآدابا تراعى من جميع المشاركين من السادة والسيدات مما نجم عنه كما أفاد «نائب رئيس اللقاء الثاني للحوار الوطني الدكتور راشد الراجح» الوصول الى نتائج جيدة وقواسم مشتركة في كثير من الأمور التي اشترك فيها المشاركون في اللقاء.44
وهكذا لا بد أن يكون كل حوار يتم بين شخصين أو أسر أو جماعات ليخرجوا بمحصلة ايجابية ديدنها النتائج الطيبة لا الذم والتجريح.
ومما لفت نظري الورقة المقدمة في اللقاء الثاني تحت عنوان «الخطاب الاعلامي السعودي دراسة تحليلية لتعددية الرؤى الاجتماعية» وخلاصة الدراسة أنه ينبغي أن تكون وسائل الاعلام أدوات لتداول الرأي والفكر بين مختلف شرائح المجتمع، وكلما اتسعت مساحة حرية طرح هذه الأفكار والآراء تقلصت الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعات والشرائح عبر وسائل خارجية.. حيث لا بد أن يكون الاعلام السعودي أكثر جرأة وأقرب الى هموم الناس وقضاياهم الحقيقية.
فكلما انغلقت وسائل الاعلام وهمشت جماعات وشرائح وقطاعات في المجتمع أسهمت وسائل الاعلام سلبا في أن تبحث هذه الجماعات والشرائح عن وسائل أخرى للتعبير عن ذاتها.. والعكس صحيح.
ولأن معاناة المجتمع فجرها الغلو، أتى اللقاء الثاني لمواكبة معاناة المجتمع عسى أن تسهم التوصيات في ايجاد حل لهذه المعاناة، إلا ان موضوعي اللقاءين لم يمنعا من منح المواطن حق المطالبة بنقاط أخرى تدار لأجلها دفة حوار وطني آخر، كالدعوة الى الاهتمام بالجانب الاقتصادي من ناحية رفع مستوى المعيشة والمستويين الثقافي والصحي، وهي نواحٍ على قدر من الأهمية، فقط علينا مراجعة أمر اصرارنا على ادارة حوارات في غرف مغلقة لا تمكن الرأي الآخر من المشاركة الفعلية الجادة، ومتابعته لأسلوب ومنهجية الحوار الصحيح حياً على الهواء، وبعيداً عن تدخل فني «المونتاج»..!!
فاكس: 8435344-03
|