Wednesday 7th January,200411422العددالاربعاء 15 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركاز مركاز
حلول عملية
حسين علي حسين

مثلما تابعت الملتقى الأول للحوار الوطني، الذي عقد بمدينة الرياض، تابعت الملتقى الثاني، الذي عقد في رحاب بيت الله العتيق، وقد كان سؤال بعض من حضر، وبعض من راقب من بعيد: هل تتوالى الاجتماعات والحوارات، بعضها داخل القاعات المغلقة في صالات أو مقار الضيوف، وبعضها الآخر، وهو الأكثر عبئاً وتشتتاً، في المنازل والمجالس العامة، وعبر أجهزة الإعلام المتعددة، بما فيها الإنترنت، هذا الكائن العجائبي، الذي توجه منه الرصاصة دون أن تدري من أطلقها ولماذا أطلقها!
الذين طرحوا الأسئلة، وطالبوا بمحتويات القدر، قبل أن تنضج الطبخة، لا حصر لهم، لكن بعض هؤلاء مثل عمنا أبو الطيب «يعيشون على قلق وكأن الريح تحتهم!»، لذلك نجدهم يتكلمون ويتكلمون، حتى وهم يزدردون الأكل، حاراً وبارداً.. وبعض هؤلاء لديهم إرث من المعاناة، هذه المعاناة نابعة ربما من بعض المقررات المدرسية، وبعضها من البطالة والديون، وتنامي أعداد العمالة الأجنبية، وسلبية رجال الأعمال والمؤسسات والبنوك المحلية، عن المساهمة في التوظيف والتنمية المحلية جاعلة همها الرئيس، التفنن في جلب المزيد من الأموال، حتى وإن أدى الأمر إلى خنق المواطن أو ذبحه، من الوريد إلى الوريد، هذه الفئة من الناس، بودها لو كان هناك من يحل همومها التي أسلفنا هماً هماً، المهم ألا يتوقف عن تقديم جرعة من الحلول، مع كل يوم أو شهر أو سنة، إن هذه الفئة سوف ترتاح، ولن تسأل، ثم ماذا إذا حصلت على جرعات تمنتها وانتظرتها على الدوام!
أما الفئة الثالثة فهي التي راقبت الهم العام، منذ بدايته، وحذرت منه كثيراً، حتى أصابها التبلد، فاكتفت بالرصد والصبر والعمل، وهي تتمنى ألا تموت قبل أن تقول كلمتها، وقد قالت بعض الكلمات.
هذه الفئة الثالثة سوف تفرح لهذا الحوار، وهو يشخص الأمراض كافة، التي عانى منها الجسد المحلي كثيراً، حتى بادر ولي العهد بحكمته وبعد نظر إلى البدء فوراً في فتح باب الحوار، مع ألوان الطيف المحلي كافة، فهذا الحوار وإن كان سيطول، هو الضمانة الوحيدة- الآن- بأن هذا البلد لن تطول في سمائه الغيوم.. التي تحاول قوى ظالمة أن تجره إلى الوراء، وأن تساهم في زيادة معاناة مواطنيه.
لقد كانت تعليقات سموه القصيرة والواضحة، عند تقديم البيان الختامي لاجتماعات الملتقى الثاني لمركز الحوار الوطني، تدل على مدى إحساسه ومعايشته، لكل ما مر وما سيمر، ولذلك فإن ضوءه الأخضر، بمواصلة الحوار جعلنا أكثر تفاؤلاً.. خاصة إذا واكبت هذا الحوار خطوات تفعيلية مباشرة وسريعة ما أمكن.. ورب اجعلْ هذا بلداً آمناً.

فاكس: 4533173


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved