لندن تعارض واشنطن طبياً

ظلت إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية حليفتين وصديقتين من الدرجة الأولى على الصعيد السياسي وغير ذلك من الأصعدة. ولم يعرف الخلاف طريقاً لهما في الأمور السياسية، لكن يبدو أن الأمر مختلف في الأمور الطبية.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1992 طالبت الحكومة الأمريكية أطباءها بالتوقف تماماً عن إجراء جراحات زراعة الثدي لما يظهر لها من أضرار فيما بعد، في حين أصرت إنجلترا على أمان تلك العمليات.
وقد أثار القرار الأمريكي مشاعر الخوف والقلق في جميع أنحاء العالم، خاصة بعد أن صرح الأطباء الأمريكيون أن هذه الجراحات تسبب فتاقا وتشققات في الثدي لدى السيدات. وقد صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنه على الأطباء التوقف عن إجراء مثل هذه العمليات لمدة 45 يوماً على الأقل بينما تقوم لجنة استشارية طبية خاصة بالتأكد من أمان هذا النوع من العمليات.
يذكر أن إدارة الغذاء والدواء تلقت 2500 شكوى من سيدات عانين من بعض المشكلات الصحية مثل الألم المستمر والفتاق والتصلب بأنسجة الثدي بعد إجرائهن للعملية.
على الجانب الآخر، أصر الأطباء الإنجليز على أمان عمليات زراعة الثدي مؤكدين أن مضاعفاتها عادية جداً ومعروفة منذ أكثر من 30 عاماً أي منذ بدء هذا النوع من العمليات. كما يرى الأطباء الإنجليز أنه لا داعي لإثارة الجدل والقلق حول هذا الشأن لحين التأكد من هذه الشكوك.
تفيد التقارير أن مليوني سيدة على الأقل بأمريكا قمن بعمليات زراعة الثدي.
ولكن كانت 80% من هذه العمليات لأسباب تجميلية. أما في إنجلترا فقد أجرت حوالي100 ألف سيدة مثل هذه الجراحات مع الأخذ في الاعتبار أن نصف هؤلاء السيدات أعدن إجراء نفس العملية لإزالة الأورام السرطانية التي أصبن بها من جراءالعمليات التجميلية.