في خطوة لإظهار حسن النوايا للغرب والرغبة الحقيقية في التعايش السلمي أعلن الرئيس السوفيتي خروشوف في مثل هذا اليوم من عام 1958 أنه على استعداد لتقليص عدد الجيش العامل إلى 300 ألف جندي.
ويأتي هذا الخفض الأخير في أعداد الجنود ضمن سلسلة من التغييرات التي بدأت في الجيش عام 1955، ليصل بذلك إجمالي الجنود المسرحين إلى مليوني جندي.
يذكر أن60 ألف جندي من ال 300 ألف المقرر خفضهم كانوا من القوات السوفيتية بالمجر وألمانيا الشرقية.
لكن يبدو أن هناك دافعاً اقتصاديا ً وراء هذا القرار ألا وهو إعادة توجيه الأموال المستخدمة في الإنفاق على 300 ألف جندي واستغلالها في تطوير البنية التحتية. هذا إضافة إلى أن الاتحاد السوفيتي كان يعاني نقصاً في العمالة ولا شك أن 300 ألف عامل إضافي من شأنهم الإسهام في حل المشكلة.
لكن يبدو أن تلك الخطوة السوفيتية لم تلق الصدى المرجو لدى الولايات المتحدة. خاصة وأن العامين السابقين للحرب الباردة قد أضعفا أواصر الثقة بين البلدين.
وأصر رجال الدولة في الولايات المتحدة على ضرورة اتخاذ موقف قوي وصلب مع السوفيت خاصة بعد ما قاموا به من قمع وحشي للثورة المجرية عام 1956 وأزمة قناة السويس بمصر في نفس العام وإطلاق القمر الصناعي «سبوتنيك» عام 1957 .
|