* كتب - سعود عبدالعزيز:
خطف المهاجم الكويتي خالد عبدالقدوس هدف الغفلة أو الصدفة أيّاً شئت في مرمى مبروك زايد في الدقيقة قبل الأخيرة من عمر الديربي الخليجي الذي جمع الأخضر المتألق بالأزرق المتواضع لتنطلق معه الانتقادات العنيفة والواسعة النطاق ضد نجومنا الأبطال والجهازين الفني والإداري وكأن بطل آسيا وممثلها الدائم في كأس العالم قد خرج من البطولة وأنه أضاع الكأس وفقد اللقب مع أن التعادل غير العادل الذي خطفه الأزرق كان بطعم الخسارة وكان له الأثر السيئ على معنويات كل من تابع منتخبنا وهو يفرض سيطرته المطلقة على مجريات وأحداث لقاء الديربي الخليجي أو أم المباريات!!
نعم لقد أضاع الأخضر الفوز الذي كان في متناول اليد وأهدر هجومه عددا من الكرات الخطرة وقد يكون المدرب وليم فاندرليم قد تسرع عندما استبدل القحطاني وقد يكون منح الفريق الكويتي فرصة تحقيق التعادل عندما أجرى تغييرين دفعة واحدة بإشراكه لكريري والواكد بدلاً من نور والغامدي وكان حينها الأزرق يستعد لتنفيذ ضربة ركنية لكن كل هذه الأمور لا تعطي البعض فرصة مهاجمه الأخضر الذي يتصدر القائمة وبجدارة ولديه الفرص الواسعة للمحافظة على اللقب الغالي والكبير وهو قادر بإذن الله على التغلب على الظرف الذي يعيشه ويعيد الفرحة لمحبيه الكثر عندما ينازل العماني الشقيق مساء اليوم الثلاثاء ففي حالة الفوز ونيل النقاط الثلاث نكون قد اقتربنا من الحصول على اللقب للمرة الثالثة والثانية على التوالي لكن الفوز على المنتخب الأحمر المتطور الذي يقوده مدرب ذكي يحتاج إلى عدة أمور أهمها العامل النفسي ويجب ان يخرج نجوم الأخضر من تأثرهم بعد التعادل مع الكويت الذي شعر بمرارته كل من تابع اللقاء!!
لكن كيف نعيد لنجومنا معنوياتهم ونرفعها لديهم من جديد؟ ان هذا الأمر بالطبع تقع مسؤوليته على عاتق الجهاز الإداري الذي يقوده الأمير سلطان بن فهد الرجل صاحب الرؤية الثاقبة والحكيمة وهو قادر بإذن الله على مساعدة اللاعبين على تجاوز الظرف الذي يعيشونه وبعون الله وتوفيقه ثم بوقفة أمير الشباب وبجانبه سمو المشرف الأمير تركي بن خالد سيتغلب النجوم الخضر على الوضع الحالي وسيعودون إلى التألق من جديد وحسم موقعة عُمان والحصول على نقاطها الثلاث وفعل نفس الشيء في مباراة اليمن يوم الخميس القادم.
ان المنتخب السعودي بجميع فئاته بأشد الحاجة إلى الرجال الذين يقفون معه ويساندونه ويدعمونه لتحقيق اللقب أما أولئك المنظرون الذين يسمون (مجازاً) بالمحللين فإنهم لن ينصفوا المنتخب ولن ينصفوه سواء تألق أو أخفق فكيف يتم الإشادة بالأزرق ومدربه كريبجاني وهو الفريق الذي ظل بلا حول ولا قوة واكتفى فقط بالتجمهر في منطقة الجزاء الخاصة به منتظراً ان تنتهي المباراة بالهدف الذي أحرزه الشلهوب أو هدية تأتي له بالحظ ليتعادل بها وقد حدث هذا بالفعل لأن كرة القدم دائماً لعبة لا تنصف الفريق المنظم وصاحب الأداء الجيد وتعبس في وجهه كما حدث للأخضر.
إن الفريق السعودي الذي قاده الهولندي العالمي وليم فاندرليم قدم لوحة جميلة ومباراة رائعة وتسيد لقاء الكويت من البداية حتى النهاية وهو المنتخب الذي لعب على أرضه ووسط محبيه لكن هذا لم يعطه صفة التفوق في الأداء نظراً للفوارق الفنية والبدنية والمهارية بين اللاعب السعودي ونظيره وشقيقه الكويتي الذي انضم لجماهيره لمشاهدة الابداع الأخضر الذي نثره نجومنا على أرض الميدان وفي استاد نادي الكويت إنه من الواجب علينا كمحبين للأخضر تأجيل النقد أو العتب والوقوف معه في هذا الوقت لتجاوز مباراة عُمان الحاسمة لأنها الطريق الموصل للمحافظة على اللقب الغالي.
إن المجال الإعلامي يلعب دوراً مهماً في تحقيق الانجازات والحصول عليها إذا استخدم بطريقة حضارية وسليمة وكان صادقاً وواقعياً اما إذا كان غوغائياً وهدفه الفتنة وإحداث البلبلة فإنه يلعب دوراً سيئاً وقد يساهم وبدرجة كبيرة في ضياع المجهود وبالتالي إهدار اللقب وفقدان التألق ولهذا فإن الإعلام الرياضي مطالب بالمساهمة برفع الروح المعنوية عند نجومنا والإشادة بهم وتقديم الشكر لهم على ما قدموه في مباراة الكويت واللقاءات التي قبلها وتهيئتهم للمواجهات التي تليها فنجوم الأخضر لم يقصروا ابداً وأدوا الواجب على أكمل وجه وهم الآن في الصدارة وكل الفرق تسعى لإلحاق الهزيمة بهم أو التعادل معهم على أقل تقدير والفوارق الفنية بين نجومنا ولاعبي المنتخبات الاخرى واضحة ومشاهدة للجميع ولهذا تصدر الأخضر البطولة من البداية أما إذا واصل البعض هجومهم وانتقاد المنتخب السعودي وتصيد أخطائه فإن العواقب ستكون وخيمة وقد يضيع اللقب وهذا الأمر غير معقول أبداً ويكفي أنه بعد مباراة الإمارات الافتتاحية وبعد ان قال بعض النجوم المحللين السابقين ان الحكم البحريني الذي قاد اللقاء ألغى هدفاً إماراتياً واحتسب ضربة جزاء غير صحيحة للسعودية فإن هذا الرأي ساعد الحكام على ظلم الأخضر فألغوا هدف الباشا في مباراة قطر وفعلوا نفس الشيء مع هدف القحطاني الرائع في لقاء البحرين وعندما تصدر بعض الآراء الخاطئة من نجوم سعوديين سابقين ضد منتخب بلادهم يستغلها البعض ويروج لها ويحقن الحكام بها فدفع الأخضر الثمن والسبب قسوة أبنائه.
إننا لم نسمع كويتياً أو قطرياً أو بحرينياً أو عمانياً أو يمنياً قال وعبر الفضاء ان التحكيم جامل منتخب بلاده وظلم الفريق الآخر بل الجميع دافع عن حقوقه وطالب بها بل ان البعض طالب بأشياء لم يكن لها وجود أصلاً لكننا نحن وفي عصر الفضائيات شاهدنا نجومنا السابقين وهم يطالبون بحقوق الآخرين ويصفون أهدافا لهم لم تحتسب بأنها سليمة مواصلين الوقوف ضد منتخب بلادهم فعندما عجزوا عن اقناع المشاهد بتواضع أداء المنتخب راحوا يلعبون على نغمة التحكيم.
إن من حق الأخضر ونجومه والرجال الذين يقفون خلفه علينا نحن أبناءه من إعلام ومحللين ونجوم سابقين الوقوف معهم في هذا الظرف المهم حتى يعودوا باللقب ولنؤجل النقد حتى بعد نهاية مباراة اليمن يوم الخميس القادم وبإذن الله سيتحول النقد إلى إشادة لأن رجال الأخضر قادرون على الحصول على نقاط المباراتين ال(6) وبالتالي العودة بالكأس إلى أرض الوطن والمحافظة عليه فهل نفعل ذلك ونكون في مستوى المسؤولية الملقاة على أعناقنا أم نواصل السياسة الحالية التي تهدم ولا تبنى؟!!
|