لا ريب أن حسن الظن في الآخرين يعد من محاسن الأخلاق، وقد حث عليه ديننا الإسلامي عندما أمرنا بالحكم على الناس من خلال ظواهرهم، فلا يليق أن نحكم على المرء أياً كان إلا من خلال أقواله أو أفعاله، أما ما يضمر في قلبه فهو لله - سبحانه وتعالى -، ومتى ما عامل الإنسان من يخالطهم من الآخرين من خلال ظواهرهم فإنه يتقي عدة مشاكل وخلافات معهم.
يروى أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه قتل رجلاً في إحدى المعارك، وقبل قتله لفظ الرجل الشهادتين، فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا لام عليَّا رضي الله عنه فقال عليٌّ والله ما قالها يا رسول الله إلا خوفاً من السيف، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أوَشققت عن صدره؟!
لهذا، نعلم أنه ليس لنا إلا ظواهر الأمور والأشياء، ويجب أن نعلم - أيضاً - أن الحكم على الآخرين من خلال التوقع أو التخمين مدعاة لكثير من الفرقة، والعداوة، والحسد، والكل يعلم أن المسلم أخ للمسلم، وواجب الأخوة في الإسلام أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، فلو أن أحداً من الناس توقَّع شراً من أخيه المسلم - لا قدر الله - فإن الواجب أن يأخذ الحيطة منه فقط، ولا يجوز له أن يعاديه، أو يغتابه عند الآخرين، بل على الضد من ذلك؛ لأن الأفضل والخير له أن يناصحه، أو يحاول أن يعامله معاملة حسنة وبشكل أفضل من السابق، لعل وعسى أن يعدل هذا الرجل الذي أراد الشر به عن عداوته.
ويجب أن نعلم أن الإنسان إذا أحسن الظن في الآخرين فإن نفسه ستكون حسنة، وتعامله مع الناس سيكون طيباً، وبالتالي يكون محبوباً من الناس أجمعين، إلا أن الثقة بكل الناس تعتبر من الجهل، فالناس - كما نعلم - مختلفون في طباعهم وعاداتهم، كاختلاف ألوانهم وكلامهم، وليس كل الناس يصلح له أسلوب واحد، بل كل واحد نعامله بأسلوب خاص، فالوالدان لهم معاملة خاصة، والصديقات كذلك، وهكذا.. وفي كل الحالات الأسلوب الحسن هو خير ما نعامل به الآخرين.
|