منذ ان صدرت بطاقة المعلم «الشهيرة» قبل سنوات والتي تعطي المعلم خصماً قد يصل إلى أكثر من 20% في الكثير من المحلات التجارية استبشر المعلمون خيراً في ان ذلك سيكون فاتحة الطريق لمزيد من الخدمات، ومع مرور الوقت اصبحت هذه البطاقة دون فائدة تذكر، وأصبح أي شخص يستطيع أن يحصل على خصم أكثر مما يحصل عليه حامل هذه البطاقة!!
ان دور المعلم يبقى هاماً وضرورياً ورسالته التربوية التي يحملها تؤهله لأن يحظى بهذا التقدير، فالكثير من المعلمين يؤدون دوراً تربوياً هاماً لطلابهم في ظل غياب الأسرة احيانا عن القيام بهذا الدور.
ان المجال التربوي من المجالات التي ترتبط بالعديد من الظروف الثقافية، والنفسية والاقتصادية مما يجعل من الضروري تهيئة هذه الظروف لصالح المعلم.
فالمعلم الذي لا تتهيأ له الظروف النفسية المناسبة لا يستطيع أن يبدع ويقدم ما لديه والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا قدمت وزارة التربية والتعليم للمعلم؟
قد يظهر مسؤول في الوزارة يتحدث عن أن لدى الوزارة أولويات أبرزها استكمال المدارس واستبدال المدارس المستأجرة بمدارس للوزارة ونحن لا نختلف في ذلك وقد يقول ان لدينا مئات الآلاف من المعلمين يصل عددهم إلى (178230) مما يشكل عبئاً مالياً على البند الأول في ميزانية الوزارة ولا أحد أيضاً يختلف معه في ذلك، بل ان هذا العدد الكبير سيسجل لصالح الوزارة في أي خطة أو مشروع يمكن أن تنفذه للمعلم!!
أعرف أحد المعلمين يدفع أكثر من 3000 ريال سنوياً كرسوم اشتراك في أحد الأندية الصحية، ماذا لو أن وزارة التربية والتعليم بادرت بإنشاء اندية رياضية للمعلمين ومنسوبي الوزارة وفي حالة عدم توافر البنود المالية أو قامت بعمل استقصاء لآراء المعلمين حول استقطاع جزء بسيط من راتب المعلم شهرياً لمدة سنة في حدود 100 ريال مقابل إقامة نادي رياضي يضم مسبحاً ومضمار جري واجهزة لياقة ومكتبة ومركزاً صحياً صغيراً داخل النادي ففي المملكة حوالي (178230) معلم من السعوديين ولو دفع كل معلم 100 ريال شهرياً لمدة سنة لوفرت الوزارة مبلغاً قدره (213876000) ريال وهذا المبلغ يكفي لانشاء أندية رياضية في المدن الرئيسية في مختلف مناطق المملكة، وسيتمكن المعلم من ممارسة جميع أنواع الرياضيات يومياً إضافة إلى أن النادي سيكون متنفساً يقضي فيه المعلم وقت فراغه ويستطيع ان يدعو له ضيوفه لتوفر مطعم خاص به، فالكثير من المعلمين في الوقت الحاضر يشكون من وقت الفراغ فيضطر الكثير منهم لاستئجار استراحات أو الاشتراك في اندية رياضية خاصة بمبالغ مالية كبيرة، وتقتصر الاستفادة من هذه الأندية على من وافقوا على دفع الرسوم أو استقطاعها من رواتبهم وبالنسبة لمن يعملون في المناطق النائية أو القرى الصغيرة يمكن أن يستفيدوا من هذه الأندية. حيث تتضمن استمارة النقل تسديد رسوم تأسيس النادي وقدرها (1200) ريال إما دفعة واحدة وإما على أقساط شهرية.
هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الاهتمام بالجانب الصحي للمعلم يعد ضرورياً وهاماً ولا ندري متى يتم دراسة هذا الموضوع دراسة سريعة ليتمكن المعلم وأسرته من الاستفادة من الخدمات الصحية المنفذة من القطاع الخاص.
ونظراً لأن المجال الصحي أصبح مجالاً استثمارياً مناسباً فحبذا لو تدرس وزارة التربية والتعليم انشاء مستشفى أهلي خاص على غرار مستشفى التأمينات الاجتماعية تطرح كأسهم للاكتتاب تباع على المعلمين والمعلمات فقط، ويكون مرفقاً صحياً خاصاً بالمعلمين والمعلمات فقط وتعود أرباحه على المساهمين من المعلمين والمعلمات.
ان هناك الكثير من الخدمات التي يمكن أن تقدم للمعلم ولا تحتاج إلى أي بنود إضافية تدفعها الوزارة، خاصة وأن نقص الموارد المالية هي الشماعة التي أصبحنا كثيراً ما نعلق عليها جوانب قصورنا!!
|