تتزايد حالات رفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن اصبح الشبان اليهود متأكدين بأنهم اصبحوا جلادين وقتلة، خدمة لمصالح المؤسسات الصهيونية. وقبل أشهر رفض مجموعة من الشبان الاسرائيليين تنفيذ «الأوامر العسكرية» الموجهة لهم لقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونتيجة لرفضهم قدمتهم السلطات العسكرية للمحاكمة حيث اصدرت المحكمة العسكرية الاسرائيلية في مدينة يافا حكماً بالسجن لمدة سنة على كل واحد من الجنود الخمسة الرافضين للخدمة العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بعد «14 شهراً» من إعلانهم رفضهم الخدمة في تلك المناطق لأسباب سياسية - ايديولوجية. وعقّب احد الرافضين على الحكم الذي صدر بحقهم بقوله: «جعلوا منا ابطالا وسيتبعنا آخرون». وجاء في حيثيات القرار الذي اتخذه طاقم يتكون من ثلاثة قضاة، برئاسة رئيس المحكمة العسكرية الاسرائيلية العقيد «آفي ليفي»: «إنهم يخرقون مبدأ المساواة، المساواة في حمل العبء الأمني، والمساواة في مواجهة المخاطر التي تكمن في الخدمة العسكرية.. للرافضين نوايا في جر الكثيرين وراءهم، ونوايا في إجراء تغييرات سياسية وتغيير مواقف الحكومة عن طريق عمل غير ديموقراطي..!!» وفي إطار عدوى رفض الخدمة العسكرية في أعمال قمعية رفض رائد في جيش الاحتياط الاسرائيلي السماح لابنته المجندة بالخدمة في مستوطنة «نتساريم» اليهودية الواقعة في قطاع غزة، ومنعها من الالتحاق بكتيبتها، متحديا بذلك سلطات الجيش التي اعتبرت الابنة متهربة من الخدمة، ما يهددها بالسجن ايضا.
وأعلن الرائد الاسرائيلي «موشيه اوفك»: أنه لا يولي اعتبار ابنته متهربة من الخدمة اي اعتبار، مؤكدا انه اذا تم تخييره بين خدمة ابنته في مستوطنة «نتساريم»، والذهاب الى السجن العسكري فإنه سيفضل ذهابها الى السجن. وكانت المجندة الإسرائيلية «جالي اوفك» قد تلقت بعد تجنيدها امرا بالمثول في معسكر الجيش الإسرائيلي في «نتساريم» لاداء خدمتها العسكرية هناك، وعلى الفور أبلغ والدها المسؤولين عنها في الجيش انه لن يسمح بإرسال ابنته الى هناك، ولذلك اعتبرت متهربة من الخدمة منذ أكثر من اسبوع. يشار إلى أن اهالي المجندات الاسرائيليات يخشون إرسال بناتهم للخدمة في المستوطنات خشية مقتلهن خلال العمليات العسكرية، فلقد قتل رجال المقاومة الفلسطينية في مستوطنة نتساريم المذكورة في اكتوبر عام 2003م مجندتين اسرائيليتين وجندياً آخر في عملية جرت داخل المستوطنة الحصينة، وعلى إثر هذه الحادثة اشتدت معارضة الأهالي لإرسال بناتهن للخدمة في المستوطنات التي تتعرض بشكل يومي الى القصف بالصواريخ والقذائف التي يصنعها الفلسطينيون بإمكاناتهم البسيطة.
وفي هذا الصدد قال أهالي رافضي اداء الخدمة العسكرية الالزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أصدروه مؤخرا: إن السلطات العسكرية الإسرائيلية أخطأت عندما قدمت ابناءهم إلى المحكمة جراء رفضهم.
وأكد الأهالي انه اذا ما ارسل ابناؤهم إلى السجن، فإنهم سينظمون موكب سيارات يرافقهم حتى بوابة السجن.
|