في مثل هذا اليوم من عام 1952، وصل رئيس الوزراء البريطاني، وينستون تشرشل، إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، هي الأولى منذ إعادة انتخابه في 1951 وذلك بهدف تجديد «العلاقة الخاصة» مع الولايات المتحدة.
وصل تشرشل إلى نيويورك على ظهر السفينة «كوين ميري» في وقت مبكر من صباح الخامس من يناير، وجرى استقباله بواسطة العمدة إمبيليتري قبل أن يتم نقله إلى لونغ ايلاند حيث يستقل منها الطائرة إلى واشنطن. تشرشل الذي أعيد إلى الحكم بعد ست سنوات في المعارضة، قلق في الحفاظ على ما يسمى ب«العلاقات الخاصة» بين بريطانيا والولايات المتحدة. وفي مؤتمر صحفي موجز قبل صعوده للطائرة، تحدث عن آماله في السلام وأيضاً في الروابط مع الولايات المتحدة. قال: إنه لأمر شديد الأهمية، عندما تأتي حكومة جديدة في بلدنا يتعين على أولئك الذين يتحملون مسئولية قيادتها، مثل السيد إيدن وشخصي، أن يبادرو اللاتصال مع الأصدقاء والرفاق الأمريكيين، يتعين على حكومتينا أن تتفهم كل منهما وجهة نظر الأخرى وأن تفعل أقصى ما نستطيع للعمل معا من أجل القضية المشتركة، بالثقة سوف نستطيع أن نبني ذلك الفهم المشترك والصداقة الحميمة التي مكنتنا من العبور بسلام خلال المرحلة السابقة، والذي كان من غير الممكن بلوغ تسوية كاملة للمشكلات بدونها. وصل تشرشل إلى واشنطن حيث جرى الترحيب به رسميا بواسطة الرئيس هاري ترومان. تحدث ترومان أيضا حول الروابط الوثيقة بين بريطانيا والكومنولث من ناحية والولايات المتحدة.
قال ترومان: بريطانيا العظمى والكومنولث والولايات المتحدة هم الأصدقاء الأكثر قرباً من بعضهم، وأنا راغب في الإبقاء على العلاقة كما هي. تشرشل شكر ترومان بالقول: إنه من دواعي سعادتي دائما الحضور إلى الولايات المتحدة، حيث توجد لي صلات قديمة، وإنني أتطلع بالتأكيد إلى تجديد الزمالة التي ترعرعت بيننا أثناء الحرب، انتقل الرجلان بعد ذلك لتناول الغداء في دار بلير، شارك في الغداء عدد من المسئولين الحكوميين كان من بينهم انطوني إيدن، وزير الخارجية الأمريكي ديناشيسون ورئيس هيئة الأركان الأدميرال ويليام ليهي. بعد تناول الغداء صعد رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي إلى ظهر اليخت ويليامزبيرج لإجراء محادثات غير رسمية استغرقت ساعتين من الزمن. كانت التقارير الأخبارية السابقة لوصول تشرشل قد ذكرت أن العلاقات بين الزعيمين ربما تكون متوترة بسبب بعض اختلافات الرأي حول السياسة تجاه الشرق الأوسط والأقصى، وأيضاً في مجال سياسة الدفاع وإمدادات الحديد والصلب الأمريكي.
| 
