في نظري أن وكالة وزارة الداخلية للاحوال المدنية.. من أهم الإدارات المعنية بأحوال المواطنين المدنية، ومن أهم الإدارات في مسؤلياتها الكبيرة والمتعددة.. التي لا تخفى على أحد.. فهي المسؤولة عن اثبات الشخصية ومنح السجلات المدنية وشهادات الميلاد، والاضافة والحذف، وبطاقات الاحوال الشخصية، والوفيات والمواليد، والتجنس، وما أكثر وأعظم الخدمات المهمة التي تقدمها للمواطنين الذين يقرب تعدادهم حتى الآن من العشرين مليون نسمة فيما أعتقد وكل يوم بازدياد في المواليد والانجاب.. الامر الذي يتطلب جهوداً كبيرة واستعدادات ضخمة لأداء الخدمات المطلوبة للمواطنين، وقد كنا ومنذ زمن قريب نجد صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الضرورية الالزامية المتنوعة، وكنا نحتاج الى العديد من الجهات ، والعديد من الادارات، والعديد من المسؤولين، والعديد من الشهود والمعرفين، وأختام الشرط، والعمد والامارات، وشيوخ القبائل واعلانات الصحف. ولن يحصل الانسان على الخدمة الا بشق الانفس، وبعد ان تتورم اقدامه، وتنتفخ أوداجه، وتتضخم ملفاته، بين الادارات والجهات ذات العلاقة من شهود وتصاديق وغير ذلك مما أشرت اليه سابقاً بالاضافة الى تكدس المواطنين، وتعطيل مصالحهم بالأيام والشهور. وقبل ستة شهور تقريباً طلب أحد الابناء الحصول على بطاقة الاحوال المدنية «اثبات الهوية» وقلت في نفسي.. ولما اعرفه سابقا: «يا معين الحال على الاحوال» وتوكلت على الله، وذهبت الى الاحوال المدنية بالرياض.. للحصول على بطاقة لابني.. ويا للدهشة.. وباختصار شديد.. حينما أقول لكم.. بأنني فوجئت بالنظام الجديد.. وفوجئت بعدم الازدحام.. وفوجئت بالسرعة والانجاز.. وفوجئت بالتطوير والتغيير.. كما فوجئت أكثر حينما لم يتطلب الامر مني أكثر من ملء الاستمارة الخاصة، وصورة من دفتر العائلة.. وما هي الا ساعة.. او جزء من الساعة.. حتى سُلِّمت البطاقة.
وسَلِمت اقدامي من التورم في التردد كما كنت أعرف سابقاً. .وبلا تردد وكلي فخر واعتزاز بهذه السرعة، وهذا الانجاز العظيم، وتلك المعاملة الحسنة، والاخلاق الفاضلة.. صعدت الى مكتب المدير.. الذي والله لا أعرفه.. ولا هو يعرفني.. وقدمت له الشكر.. بعد ان أبلغته ان الحصول على الخدمة المطلوبة لم يتجاوز الساعة الواحدة.. ودعوت له بمزيد من التوفيق والنجاح.. ثم وما هي الا اشهر قليلة.. حتى فقدت «بطاقتي الشخصية» او بالأصح.. سرقت من جيبي.. مع ما معها. وعندما فقدت «البطاقة» ذهبت الى نفس الادارة وكلي هم وغم مما كنت أنتظر من تحقيقات، وروحات، وجيات، واعلانات.. غير انني وللمرة الثانية فوجئت بطلب صورة «البطاقة» المفقودة فقط.. مع تعبئة استمارة موجزة وميسرة.. وما هي الا ساعة او أقل من الساعة حتى حصلت على البطاقة المطلوبة.. وخرجت فخوراً مزهوا بتلك الادارة، وبالقائمين عليها، والمنظمين لشئونها، والراعين لمسيرتها، وتمنيت في نفسي ان أجد ذلك في بعض الادارات المهمة.. التي لا زالت تغط في نوم عميق، وأبعد ما تكون عن التفكير في التطوير والتغيير، ولهذا فقد سعدت كثيراً عندما قرأت التقرير الموجز الذي نشرته هذه الصحيفة الغراء يوم الاحد 5/11/1424هـ العدد «11413» عن التطوير والتجديد والتحديث والتوسعة لمكتب الاحوال بالناصرية وقالت فيه: ضمن الاجراءات الجديدة التي استحدثتها وكالة وزارة الداخلية للاحوال المدنية لخدمة المواطنين، وتسهيل امورهم، وانجاز معاملاتهم بلا تعب ولا مشقة.. تطوير مكتب الاحوال المدنية بالناصرية «المواليد سابقا» بهدف رفع كفاءة الخدمة فيه الى المستوى المنشود.
حيث تم تزويده.. بالاجهزة الحديثة وتطويره، وتوسعة مبانيه، وتجهيز صالات للاستقبال والانتظار، مزودة بكل وسائل الراحة.. ويستقبل جميع الراغبين في الحصول على شهادات المواليد، ودفاتر العائلة، وجميع الخدمات المدنية بلا تعب ولا مشقة، وبوقت قياسي أثار اعجاب المواطنين، الذين عبروا «للجزيرة» عن سعادتهم وفرحتهم الغامرة بتلك الخدمات المميزة، والاخلاق الفاضلة التي يجدونها في تلك الادارة.. ولهذا وجب علينا الشكر والتقدير لمن هم وراء تلك الانجازات، وهذا التنظيم والتطوير، وعلى رأسهم سعادة وكيل الوزارة المساعد للاحوال المدنية، تحت رعاية ودعم وتوجيهات رجل الامن الاول.. صاحب السمو الملكي الأمير الجليل «نايف بن عبدالعزيز آل سعود»، وسمو نائبه الشهم الامير أحمد بن عبدالعزيز رجل المتابعة والتنفيذ، وسمو مساعده الامير محمد بن نايف بما يتمتع به من حيوية ونشاط الشباب، حفظهم الله وبارك فيهم، وأمدّهم بالعون والتوفيق إنه سميع مجيب.
عبدالعزيز العبدالله التويجري
الرياض 2790 الرمز 11461 |