Monday 5th January,200411421العددالأثنين 13 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تكريم يستحقه الدكتور عاصم حمدان تكريم يستحقه الدكتور عاصم حمدان
م. عبد العزيز حنفي

من حسن الطالع أن تكرم اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة عالماً وأديباً فذاً ونحن مقبلون على اختيار مكة المكرمة العاصمة المقدسة للمملكة العربية السعودية عاصمة الثقافة الإسلامية فهو أحد العارفين القلائل بمكانة وسكان المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمدافعين عن الثقافة الإسلامية، وذلك الحضور الكبير الذي حظيت به تلك الأمسية الجميلة والتظاهرة الأدبية لسعادة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان دلالة ونموذج على مكانته في قلوب الناس وكان لكلمة صاحب الاثنينية المتميزة بحضورها الثقافي والإعلامي الأديب الشيخ عبد المقصود خوجة وقع طيب في النفوس خاصة بأسلوبها الذي هو أشبه بقطعة أدبية نوه فيها بفارس الاثنينية وشخصيته وعطاءاته ومؤلفاته ولم تخل كلمته من إشارة إنسانية متأثرة كما هي عادة النفس المسلمة لما حدث في جمهورية إيران الإسلامية من زلزال مدمر وترحّم والحضور على أرواح الضحايا والدعاء للمصابين بالشفاء كما تطرق في مقدمته إلى اجتماعات الحوار الوطني التي تعقد جلساتها حالياً في مكة المكرمة وهذا الاهتمام يعطي الاثنينية شمولية لإحساسها بنبض الحياة والشعور بما يدور حولنا من أحداث جسام.
كلمات الثناء والإعجاب والتقدير والمواقف الإنسانية للمشاركين في الاثنينية هي شهادة بالحق وشرف يستحقه وقد أفاض في ذلك عدد من الشخصيات أبرزها كلمة معالي الدكتور غازي عبيد مدني مدير جامعة الملك عبد العزيز سابقاً والاقتصادي المعروف وكانت كلمته عن الدكتور عاصم حمدان تحليلاً لشخصيته ومؤلفاته لقربه منه ومعايشته له من خلال العلاقة التي كانت تربط أبويهما في السابق بالمدينة المنورة والزمالة في جامعة الملك عبد العزيز وكانت الاضاءات والمعلومات التي أوردها مع المتحدثين في مداخلاتهم كثيرة والمواقف متعددة لدرجة أنني حسبتهم يتحدثون عن شخص آخر، حقيقة لم نعرف قيمة د. عاصم حمدان، وكانت كلمة الأستاذ محمد صلاح الدين تتعلق بأكثر من المواقف الإنسانية والأعمال الخيرية التي يقوم بها الدكتور عاصم في السر وهذه إحدى نقاط التقارب بيني وبينه لعملي في المجال الخيري وحبه لمساعدة الآخرين وأذكر أنني كنت في زيارة للمدينة المنورة وشاهدت رجلاً في المسجد النبوي الشريف يرفع يديه بالدعاء وذكر الدكتور عاصم حمدان فسألت الرجل هل تعرفه قال نعم، وأنت؟ فأجبته نعم فأخبرني أن له مواقف إيجابية كبيرة يساعده مع أسر أخرى مستورة.
وتحدث الدكتور عبد الله المعطاني الناقد والأديب المعروف فتطرق للجوانب الأدبية عن الضيف وتحدث الدكتور جميل مغربي ثم الأستاذ عبد المحسن الحليت الذي قدّم كلمته في قالب شعري جميل تميزت بذلك عن الكلمات الأخرى كما تحدث الشريف عبد الله فراج الشريف وأفاض ولم تتوقف المشاركات أو حتى تقتصر على الحضور فقد أرسل الأستاذ حمد عبد الله القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير المجلة العربية مشاركته عبر الفاكس وأبرز خلالها الكثير من الجوانب والنقاط المضيئة التي أعتقد جازماً أن الكثير من الحضور سمعها للوهلة الأولى ورغم الطلبات الكثيرة التي قدمت للمشاركة في الحديث عن الضيف فقد اعتذر صاحب الاثنينية لضيق الوقت.
وعندما نظرت إلى الضيف العزيز كانت البشاشة على وجهه والابتسامات يوزعها على الحضور وهو يستشعر فيوضات محبتهم ولم يزده ذلك الثناء والمديح من الجميع إلا تواضعاً ورفعة وهذا يدل على أصالته ومعدنه فقد قام إجلالاً للشريف عبد الله فراج بعد أن ارتجل كلمته، وتعد تلك المناسبة التكريمية الحافلة في هذا المنبر الأدبي الثقافي مقياساً لمدى الحب والإعجاب والتقدير بالدكتور عاصم حمدان وأهنئه عليها وهو الذي نشأ في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وتخلّق بخلق أهلها ووالده العمدة المعروف وكانت له علاقاته الطيبة وتغلغله في قلوب الناس ثم انتقل للدراسة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة وكانت بداياته متواضعة ككاتب كما ذكر في كلمته فقد بدأ الكتابة في بريد القراء حتى قوي قلمه وانتظمت عباراته وترتبت أفكاره وأصبح له عموده الثابت في صحيفة المدينة إضافة للعديد من المجلات كمجلة الحج التي رأس تحريرها وله مشاركات عديدة ومنها الكتب التي تحكي واقع المدينتين وتجسد تأثره بما تعلمه وربي عليه من خلق وشهامة معروفة للجميع فهو قد جمع بين الحسنيين فقد نشأ بين المدنيين وعايش المكاويين وتعلم منهم وكان لذلك أثر في طريقة حديثه وأسلوب كلامه ومعاني عباراته فقد عبّرت كلماته عن مدى الوحدة الوطنية التي يشعر بها ويدعو إلى تأصيلها وتعميقها في النفوس.
د. عاصم حمدان يعتبر قنطرة - كما وصفه صاحب الاثنينية - بين ماضٍ عايشه وجيل المستقبل ليعرفوا كيف نشأ آباؤهم وكيف عاشوا وركز كثيراً على موضوع التربية والأخلاقيات التي افتقدت وورود بعض الأفكار والتصورات التي أحدثت شرخاً كبيراً في المجتمع.
تكريم الدكتور عاصم حمدان يمثل تكريماً للشخصيات المدنية والمكية التي عالجها في كتبه ومقالاته وهي مناسبة أهنئه فيها على هذا التكريم الذي يستحقه بخلاف البعض من حملة الدكتوراه الذين لم يضيفوا جديداً للدرجة العلمية التي حصلوا عليها، لو أنك لم تعرف عاصم حمدان وقابلته يشعرك أنك تعرفه من سنين ويقابلك بأسلوب ينم عن شخصيته الفذة فهو يعايش بمشاعره الإنسانية وأخلاقه العالية هموم الآخرين وهموم الوطن وهموم الأمة بكاملها ومعاناتها وغيرته على الدين الإسلامي وكم تصدى بالحجة والبرهان على كل من يحاول المساس بقيمنا وثوابتنا ووحدتنا الوطنية أو يتطاول على أشخاص كبار معروفين بوطنيتهم وسمو أخلاقهم في المجالس التي كان يرتادها فكان يرد عليهم وينافح عن القيم والثوابت والأشخاص ولا تأخذه في ذلك لومة لائم رضي من رضي وغضب من غضب فتكريمه إذن تكريم للأمة.
لي عتاب أخوي أرجو أن يتقبله بصدر رحب الشيخ عبد المقصود خوجة بسبب تأخره طوال هذه المدة لتكريم أخي الدكتور عاصم حمدان رجاء أن يعقد جلسة ثانية على شرفه ولو كانت سابقة في نظام الاثنينية على الأقل للإجابة على التساؤلات التي طرحها الحضور ولنكتشف جوانب أخرى مضيئة من حياة هذا الفذ الذي أتمنى له كل التوفيق عرفاناً بإسهاماته، كما أنها فرصة لتهنئة صاحب الاثنينية على الخطوة الكبيرة التي أعلنها تلك الليلة بتحويلها إلى مؤسسة ثقافية عامة يشارك فيها الجميع ويختار لها مجلساً لإدارتها يكون هو أحد أعضائه وليس بالضرورة رئيساً له انطلاقاً من الحرص على استمرارها فكثير من الأعمال الناجحة القائمة حالياً ازدهرت بتحولها للعمل المؤسساتي الذي أصبح ديدن الحياة واستجابة للعديد من الأحاديث السابقة التي دارت لتأصيل الاثنينية لعطائها وتميزها وتكريمها لشخصيات علمية وعربية وإسلامية.
وبالله التوفيق،،،


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved