تعتبر الأعمال التي لا تؤدي إلى دفع ضرر أو جلب منفعة إنما هي من لهو العمل كاللهو من القول أو اللهو من الفكر في ما لا داعيّ له أو لا يؤدي الى نتيجة مهما بذل من جهد ومال ووقت. ومن يعمل أيضا خارج نطاق واجباته ومسؤولياته إنما يعمل كمن ينفخ في قربة مخرومة.
لا يوجد إنسان يحيى على وجه الأرض إلا ولديه أعمال فإما أن يكتشف أو يخترع أو يطور أو ينجز مهمات خاصة أو عامة. ومهما كان كم الأعمال الملقاة على عاتق الواحد منا، لا يمكن له أن ينجز بإتقان إلا عملا واحدا في فترة زمنية واحدة في حال عدم وجود مساعدين له.
لذا فمن الأفضل أن يكون لدينا القدرة على اختيار الأعمال التي تحتاج إلى تنفيذ في أنسب الأوقات حتى نبدأ بتنفيذ أكثرها استعجالا وأهمية. والأولوية للأعمال تحدد بناء على ما تدفع عنا من مفسدة أو تجلب لنا من منفعة . وحين العمل على دفع المفاسد علينا أن نتصور أنفسنا كأننا نطفئ حريقا مشتعلا في منطقة معينة . فنتخذ خطوات سريعة ولكنها مدروسة، ونحاول أن نعمل على أكثر من جبهة في الوقت نفسه كالاتصال بالدفاع المدنيّ، ونعمل على التعرف على مسبب الحريق، والتحكم بمصدر الحريق إن أمكن مع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، وإبعاد كل من حول المنطقة من أرواح ليس لأصحابها دور فاعل ، أو مواد قابلة للاشتعال أو تساعد على الاشتعال. كما يستحسن ألا يغيب عنا بأن العمل مع الجماعات ليس بالأمر السهل؛ لأن كل واحد في الجماعة كاللاعب في الملعب لا يحرص على أن يحقق الهدف هو بل أي واحد من الفريق المهم تحقيق الفوز للفريق كله في نهاية المطاف.
ومن الملاحظ عمليا أن فريقاً من غير قائد لا يمكن لأفراده أن ينجزوا العمل بأقل وقت وبأفضل طريقة، كذلك الفريق بقائد فاقد لأعصابه لا يتمكن من السيطرة حتى ولا على نفسه، فكيف يكون حال معاونيه؟!!!
وسرّ النجاح يكمن في الاهتمام في اللحظة الآنية والتركيز على تنفيذ ما بين أيدينا من عمل في تلك اللحظة. فاللحظة الآنية سرعان ما تصبح في حساب الماضي بعد أن كانت في حساب المستقبل . ولا يمكن لنا أن نعمل في اللحظة الماضية أو المستقبلية فعلينا إذن العمل في اللحظة الراهنة التي ليس لنا مفر من سرعة اغتنامها. وبالمداومة على الاهتمام باللحظات الآنية المتتالية تتحقق الأهداف المأمولة. لنهتم بأول لحظة من العام الجديد ونهتم بكل ثانية تتبعها لتكون النتائج مذهلة للجميع وليتغير واقعنا إلى الأفضل بإذن الله.
|