توجد مصطلحات غريبة بين أصحاب مكاتب العقار والمستثمرين، مثل مطلح (عمارة شغل تجاري) ويقصدون بذلك أن مواد البناء المستخدمة في بناء تلك العمارة مواد تجارية رخيصة مادياً ومعنوياً لا تدوم طويلاً.. يستخدم بعض المستثمرون الصغار - هداهم الله- مواد عزل سيئة، وعمالة سائبة رخيصة وغير مؤهلة، والمشرف على عمليات البناء هو صاحب المبنى نفسه (وغالباً يكون شخصاً غير متُخصص) وأما المُنتج النهائي لهذه المنظومة العجيبة فهو مبنى غير مُرض..
بالتأكيد هذه المباني الهادفة للربح المؤقت معروفة، ويهرب منها معظم المستثمرين، وبذلك تقل قيمتها الشرائية، وقد يشتريها - بالخطأ - مستثمر غير واع، وبعد فترة زمنية قصيرة جداً - بالنسبة لعمر المبنى الافتراضي - تظهر مشاكل تلك المواد التجارية، وبفقد المبنى قيمته الاقتصادية، ومن ضمن تلك المشاكل التسربات الناجمة عن استخدام الموارد السيئة، كالمواسير التجارية، والسباك التجاري، والمستثمر التجاري، وصاحب مكتب العقار التجاري الذي يعرف مشاكل تلك المباني ويُسّوِّق لها، وجل همه أخذ أجرة سعيه وراء تلك البيعة المشئومة..
في بعض الحالات تشققت وتصدعت مبانٍ بسبب تسربات المياه، وهناك مبان انهارت ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وأما الحالة النفسية لسكان تلك المباني فلها مقال بإذن الله..
المأساة الحقيقية عندما يقول الوسيط (المكتب العقاري): لا تخف العمارة بناها الرجل (البائع) بنفسه ولنفسه، وكلمة بنفسه تعني أن هذا البائع هو من أشرف على عملية البناء - وكأن البائع هذا فرانك لويد رايت - أما كلمة ولنفسه، أي أنه بناها لاقتنائها لا لبيعها - وكأن الغش مسموح في حالة البيع للغير.
وأما الغشاشون المطففون الذين إذا شيدوا مباني لغيرهم يبخسونها حقها فقد توعدهم ربهم - جل شأنه- بالويل، وهم ليسو منا، وديننا الحنيف برئ من تصرفاتهم الرعناء، ومن غشنا فليس منا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|