مدينة فرنسية تشارك في يوم الحد من استخدام السيارات.. هذا عنوان لإحدى المقالات بإحدى الصحف وقد بهرني لأنني ومن خلاله اعتقدت أنها دعوة غير مباشرة لممارسة رياضة المشي والاستغناء عن استخدام السيارة على الأقل للمشاوير القصيرة.فرحل بي خيالي إلى أن رأيت العنوان بالطريقة التي أتمناها (مدينة سعودية تشارك في يوم الحد من استخدام السيارات).. وتخيلت مدينتي تدب بها الحياة من جديد.. وأرى الناس يتنقلون في الشوارع لقضاء حاجياتهم.. هذا يمشي وهذا يهرول وكبلاد الغرب الذين صدّروا لنا تلك الآلة المتحركة فقمنا باستخدامها بشكل سلبي.. كعادتنا لمشاويرنا الصغيرة والتي لا تحتاج إلا إلى خطوات معدودة.. أما هم فنادراً ما يستخدمونها وذلك حفاظا على صحتهم..
هذا بمجرد قراءتي للعنوان .. ولكن بعد دخولي النص تبين لي أنه الحد من استخدام السيارات الخاصة طوال اليوم.. وانتبهوا للخاصة وذلك للحد من تلوث المدن الكبرى والمتوسطة.. إلا أن التلوث هنا في مدينتي. إذا كانوا يشتكون بفرنسا من التلوث فنحن نشتكي من التبلد والكسل والاسترخاء الدائم فكثرت الأمراض وانتشرت السمنة بين الناس.. فلماذا الحراك وسيارتي عند بابي؟! لا يعلمون أن في الحركة بركة وصحة.. ولكن النعمة نقمة أحياناً.
لماذا لا نخوض هذه التجربة ولنكتشف ايجابياتها بأنفسنا.
من الغد دع سيارتك جانباً أرحها واطلق لقدميك حرية الانطلاق وسترى النتائج المبهرة، ستقول إن طقسنا بقسوته لا يشجع على القيام بذلك، وستقول بأن بلدنا مترامي الأطراف وبالكاد تتحمل تلك المسافات السيارة فكيف بنا نحن، أقول إنني متأكدة أن هذا لا يشمل جميع مناطقنا إلا أنه يوجد الكثير منا باستطاعته تطبيق ذلك دون أدنى مشقة تذكر.فهلا قبلتم دعوتي هذه وطبقنا هذه التجربة ببلادنا؟!
|