** الذي يريد ألا تصدق توقعاته وقراءته للواقع.. يكتب عن الوضع داخل العراق.. فهو وضع متجدد.. تسوده المفاجآت والتحولات السريعة.. وضع تسوده الغرابة والتبدل السريع.
** كل الذين كتبوا عن أوضاع العراق خلال الأشهر الماضية.. لم يصدق شيء من حدسهم على الاطلاق.
** كتب على أن الأمريكيين لن يتمكنوا من القبض على صدام على الاطلاق.. وقُبض عليه..
** وكتبوا.. على أن الذي قُبض عليه ليس صدام حسين.. فأصبح «صدام».
** وقالوا.. إن أبناء وأسرة صدام.. هربوا إلى روسيا أو إلى أي بلد آخر.. وثبت أن الأمر غير صحيح.
** وقالوا.. إن هناك صفقة على تسليم بغداد.. وهو السماح لألفٍ من القيادة العراقية وقيادة حزب البعث بمغادرة العراق.. مقابل تسليم بغداد.. فثبت أن ذلك غير صحيح.. حيث تم القبض على هؤلاء واحداً واحداً في العراق.. ولم يهرب منهم شخص واحد.
** وقالوا.. إن الأمريكيين لن يدخلوا بغداد، لأنها ستتحول إلى لهيب.. ولم يحصل شيء من ذلك.. باستثناء.. «طَلْقَةْ شُوزَنْ.. بن منقاش..!!»
** وقالوا بعد ذلك بفترة.. إن الأمور ستهدأ في العراق.. وإن الأمريكيين سيسيطرون على الوضع تماماً.. فلم يحصل شيء من ذلك.
** وقالوا.. إنه بعد إلقاء القبض على صدام.. ستنهار المقاومة المسلحة.. ولم يحصل شيء من ذلك..
** وقالوا.. إن العراقيين ستستقر أمورهم.. وسيتفاهمون.. وسينسجمون.. فلم يحصل شيء من ذلك.
** وقالوا.. إن المجلس القيادي الانتقالي سيحل إشكالية المقاومة... وسيقبل به كل العراقيين... فلم يحصل أي شيء من ذلك.
** وقالوا.. إن أسلحة المقاومة قد جُمعت كلها.. فثبت أن العراق مليء بالسلاح.. وما هو مخبأ.. أضعاف ما هو مع الناس.
** مشكلة العراق.. أنه خليط غير متجانس مهما قالوا إنه متجانس.
** خلافات مذهبية وعقائدية وعرقية كانت مختبئة تحت برميل بارود.. فثار البرميل.. فطفحت كل المشاكل.
** إن ما يدور في العراق وفي أفغانستان وما دار في الصومال ورواندي وبروندي وزائير والكونغو وجنوب السودان ومناطق التهاب أخرى في العالم.. هي دروس حيَّة لدعاة الفوضى والشغب والمشاكل والقلاقل.. وكيف تحوَّلت حياة الناس هناك.. من أمن وأمان واطمئنان ورخاء وتنمية وحياة هادئة.. إلى حالة حرب وفوضى وسفك دماء وضياع لكل شيء.
** هذه الأحداث.. وهذه المآسي.. وهذه الكوارث.. تترك بالفعل.. دروساً وعِبراً ولكن.. لمن يتعظ.. ولمن يعتبر.
** كيف تحوَّلت أرض افغانستان إلى ساحة معارك.. كلٌّ يجرب فيها جنونه.. أرض يتجه إليها كل مخبول في هذا الكون.. ليمنح عقله فسحة.. وليمارس هناك جنونه كاملاً.. على حساب الشعب الافغاني.. الذي وجد نفسه يعيش في العشرين سنة الأخيرة في فوضى ودمار وأنهار من الدماء.. سببها هؤلاء المجانين من الداخل والخارج؟
** قتل الإنسان هناك.. أهون من قتل البعوضة.. وكرامة الإنسان هناك.. مهدرة معدومة.. والكلمة الفصل هناك.. للرصاص فقط.
** أليست هذه... عبراً ودروساً.
|