* إسلام آباد - الوكالات:
بدأ زعماء دول جنوب آسيا وسط اجراءات امن مشددة اجتماع قمة يستمر ثلاثة ايام في العاصمة الباكستانية اسلام اباد من المقرر ان يوافقوا خلاله على اتفاقية للتجارة الاقليمية من شأنها ان تحسّن العلاقات بين الهند وباكستان.
وفي الخطاب الافتتاحي كرر رئيس وزراء باكستان مير ظفر الله جمالي التزام بلاده بالتعاون الاقليمي، لكنه في إشارة غير مباشرة للتوترات مع الهند أكد الحاجة لحل النزاعات المتبادلة.
وقال جمالي إن الاختلافات والنزاعات السياسية أعاقت التطلع إلى تعاون اقتصادي حقيقي في جنوب آسيا .. وقال رئيس الوزراء الباكستاني «إننا نشارك في رؤية أهمية التعاون القوي ومتعدد الابعاد في جنوب آسيا، لكن ذلك لا يمكن أن يتحول إلى واقع إلا إذا استطعنا التغلب على خلافاتنا ونزاعاتنا و نخلق مناخا من الثقة السياسية».
وفي خطاب افتتاحي عاطفي تحدثت رئيسة سريلانكا شاندريكا كوماراتونجا أيضا عن قضية الخلافات الهندية الباكستانية وقالت إن حلها شرط مسبق لتحقيق أهداف التعاون الاقتصادي والسياسي الاقليمي.
وقالت كوماراتونجا إن «رؤية قادة الهند وباكستان والشجاعة التي تحلوا بها مؤخرا في جهودهم لحل القضايا الثنائية قد نشَّط هذه القمة وأعاد إلى المنظمة أيضا إحساساً بهدفها الاساسي».
وهذا اول اجتماع لزعماء رابطة جنوب اسيا للتعاون الاقليمي(سارك) منذ أكثر من عامين في ضوء التوترات الباكستانية الهندية ويأتي بعد تحسن تدريجي في العلاقات بين البلدين، وتمثل هذه الاتفاقية التجارية التي من المقرر ان يوافق عليها الزعماء في حد ذاتها علامةعلى تحسن العلاقات بين الهند وباكستان وتوفر خلفية ايجابية لاول زيارة يقوم بها اتال بيهاري فاجبايي رئيس وزراء الهند لباكستان منذ خمس سنوات، ووصل فاجبايي إلى اسلام اباد يوم السبت قائلا انه مستعد لمناقشة الخلاف الهندي المرير مع باكستان بشأن اقليم كشمير ولكن ليس بالضرورة بشكل فوري، واستبعد اجراء محادثات ثنائية رسمية مع الزعماءالباكستانيين خلال اجتماع القمة ولكنه قال ان الهند مستعدة لبحث مسألة كشمير التي كانت سببا في نشوب حربين بين البلدين الجارين منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947 وادى النزاع على كشمير إلى سقوط عشرات القتلى كما أثار قبل اقل من عامين شبح نشوب حرب نووية بين الجارين النووين. وقال فاجبايي فى مقابلة مع التلفزيون الباكستاني قبل فترة وجيزة من مغادرته نيودلهي يوم السبت «اننا نؤمن وعن صواب بأن جامو وكشمير جزء من الهند ولكننا على استعداد لمناقشة بشكل مفتوح » على حد قوله وقال الرئيس الباكستاني برويزمشرف في الشهر الماضي ان بلاده مستعدة لان تنحي جانبا موقفا تتمسك به منذ 50 عاما بضرورة اجراء استفتاء تدعمه الامم المتحدة بشأن كشمير وبحث حلول اخرى.
وقال وزيرخارجية باكستان خورشيد محمود قسوري للصحفيين «ان اقتراحي هو ان يجتمع وزيرا خارجيتي البلدين للمرة الأولى لاستكمال الاتفاقات القائمة بالفعل»، وقال «دعونا نفعل ذلك بسرعة». وفي عام 2002 احتشد نحو مليون جندي على الحدود بين البلدين بعد هجوم على البرلمان الهندي انحت نيودلهي باللائمة فيه على مقاتلين تدعمهم باكستان.
ونفت اسلام اباد هذا الاتهام، ونتيجة لذلك ألغي اجتماع قمة سارك في العام الماضي، وتضم سارك ايضا بنجلادش وبوتان والمالديف ونيبال وسريلانكا.
واغلق مطار اسلام اباد امام حركةالملاحة الجوية يوم السبت وصباح امس الاحد وسط اجراءات امن لم يسبق لها مثيل بعد محاولتين لاغتيال مشرف انحى باللائمة فيهما على متطرفين معارضين لدور باكستان في «الحرب على الارهاب» التي تقودها الولايات المتحدة.
|