هذه الجملة نسمعها منذ الصغر، وهي تدل على أن أهل الجزيرة العربية منذ القدم يعرفون الصين، فإن كانت حديثاً صحيحاً عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فهي من معجزات رسالته الخالدة، حيث تنبأ بأن الإسلام سيصل إلى مشارف الصين ويلجها، وإن كانت مثلاً عربياً صريحاً فهي أيضاً دليل على علاقة العرب الأقدمين في جزيرتهم بالصين في أقصى الأرض.واليوم يحل على أرض الصين أمير المؤمنين فيصل بن عبدالعزيز وأهمية هذه الزيارة تأتي كما أجمع المراقبون لأنه أول زعيم عربي مسلم يزور تلك البلاد زيارة رسمية، والثاني أن على رأس الصين اليوم زعيماً انسانياً كبيراً هو فخامة الرئيس تشيانج كاي شيك تلميذ أبي الصين وفيلسوفها الدكتور صون يات سن، وفيصل خصم الشيوعية الأول في العالم الإسلامي والعربي وكاي شيك خصمها العتيد العنيد في أقصى الأرض، وخصومتهم لها ليست عباطة أو هوى أو منزعاً سياسياً، بل إنها آتية من إدراكهم لدور الشيوعية الرهيب في تدمير الإنسانية وإلغاء الفكر وقهر الحريات وإذلال الشعوب والعدوان على الأنفس والأموال والثمرات.
وبعد الصين سيزور الفيصل اليابان وهي أيضاً مثل آخر من أمثلة الحرية والاستقلال والاقتصاد المطلق الذي هو أكبر رد عملي على الاقتصاد الماركسي الموجه. إن في اليابان والصين الوطنية صناعات ضخمة مشهورة، وان فيهما لشعوباً تحب بلادنا وزعيمنا حباً غير مشروط لأننا نلتقي معهما في أشواقهما الانسانية القائمة على الحرية في العقيدة والرأي والاقتصاد وهذاما تحن الجموع البشرية في البر الصيني المحكوم بالماوية إليه وتتوق إلى مثله.
|