في مثل هذا اليوم من عام 1948، حصلت بورما على استقلالها من بريطانيا العظمى بعد 62 عاماً من الحكم الاستعماري وبدأت عهداً جديداً مليئاً بالاضطرابات لأول مرة في تاريخ البلد.
يذكر أن البلاد قد مرت بتجربة ديمقراطية قصيرة حال دون استمرارها انقلاب عسكري وقع في عام 1962، وحكمت البلاد بقبضة من الحديد متمثلة في سلسلة من أنظمة الحكم العسكرية.
وفي عام 1988، تسببت السياسات العسكرية في وجود نقص حاد في الطعام في بلدٍ كان يطلق عليه في السابق «سلة الأرز» لجنوب شرق آسيا.
وقد أدت هذه السياسات إلى انعدام الثقة في المجلس السياسي. وسعياً وراء السياسة الديمقراطية، توجه الشعب البورمي إلى «أونج سان سو كاي» ابنة البطل الثوري الجنرال أونج سان والتي ذاع صيتها كزعيمة للقومية الديمقراطية حيث أصبحت بعد ذلك ناطقة باسم الحركة الديمقراطية ورمزاً للأمل بالنسبة لكثير من الشعب البورمي.
وفي 8 أغسطس من عام 1988، اندلعت المظاهرات في شوارع رانجون، وبعد أن فاض الكيل، خرج الشعب البورمي إلى الشوارع يطالبون بوضع حد للقمع العسكري، وطالبت الثورة الشعبية بقيادة الطلاب القوى العسكرية بتسليم السلطة إلى حكم نظام ملكي مُنتخب، بيد أن الجنود فتحوا النار على المشاركين في المظاهرة السلمية وقتلواالآلاف المواطنين.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، أطلق النظام على نفسه اسماً جديداً وهو «مجلس قانون الدولة واستعادة النظام» وقام بحبس الآلاف من المعتقلين السياسيين وتعزيز السلطة العسكرية من خلال القمع الفوري للمنشقين.
واستجابة للاحتجاج القومي والدولي، قام المجلس بعقد انتخابات وطنية في 27 مايو1990 وفازت أونج سان سو كاي والعصبة القومية للديمقراطية ب 82% من المقاعد، لكن المجلس رفض قبول نتائج الانتخابات، وتم إلقاء القبض على العديد من السجناءالساسة وزاد الجيش من وجوده في المناطق الحضرية والريفية وقام ببناء شبكة مراقبة تعمل على رصد وإجهاض أي أنشطة داعمة للديمقراطية.
|