في مثل هذا اليوم من عام 1951، استعدت القوات الشيوعية للاستيلاء على سول.
جاء في التقارير الأخبارية أن القوات الصينية والكورية الشمالية تقترب من الاستيلاء على العاصمة الكورية الجنوبية سيول للمرة الثانية منذ بدء الحرب في العام الماضي.
لجأت العديد من العائلات إلى سيول فرارا من العدو المتقدم، إنهم يحلمون الآن للرحيل من جديد، على الأقدام غالبا، رغم أن البعض كان محظوظا إذ أتيحت له فرصة استخدام مركبات عسكرية.
كان مصور هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» كايريل بيج في سول عندما أعلن أن القوات الشيوعية على مسافة تقل عن 50 ميلا من المدينة، كما أوضحت الصور التي قام بالتقاطها أن العلامة الوحيدة للحياة العادية في المدينة كانت قاطرات المترو، التي كانت ما تزال تعمل.
جنوبا، شق سيل اللاجئين طريقه في درجات حرارة منخفضة لحد التجمد إلى مساكن نهر هان، كانت مياه النهر متجمدة بفعل برودة الجو، وكان في استطاعة الناس أن يعبروا النهر مشياً على الأقدام نحو الشاطئ الآخر حيث الأمان النسبي، لقد خلفوا وراءهم مدينة مدمرة ومحترقة.
إن الجيش الأمريكي الثامن يقوم بدوره بالانسحاب من المدينة، غير أن التقارير الإخبارية المتعلقة بتحركاته جرى حظر نشرها بواسطة مسئولي الرقابة في الجيش، وقال وزير الدفاع الأمريكي، الجنرال مارشال، إن تقدم قوات العدو كان أمرا متوقعا، وأضاف إن الصعوبات في مواجهة قوات الأمم المتحدة كانت جسيمة - «بل غير متصورة في بعض الحالات»، كانت القوات الشيوعية تحظى بتفوق عددي -ثلاث أو أربع مقابل واحد- كما كان باستطاعتهم قطع المناطق الوعرة على الأقدام وهم يحملون مؤنا وعتادا ثقيلا.
نقلت الصحافة عن الجنرال ماثيو ريدجواي، قائد الجيش الثامن، قوله إن رحلة اللاجئين الكوريين «ربما تكون أكبر مأساة تعرضت لها آسيا طيلة تاريخها الطويل».
|