في مثل هذا اليوم من عام 1944، بدأت الولايات المتحدة في توفير إمدادات لقوات حرب العصابات، بدأ الطيران الأمريكي في إلقاء إمدادات لقوات حرب العصابات في سائر أوروبا الغربية، كان ذلك تعبيرا عن اعتقاد الولايات المتحدة في أن رجال حرب العصابات يمثلون دعما حيويا للجيوش النظامية للحلفاء في معركتهم ضد قوى المحور.
إن كل بلد تعرض للغزو من قبل المحور لجأ في الواقع إلى حرب العصابات، التي كانت فعالة وملموسة بوجه خاص في إيطاليا، فرنسا، الصين، اليونان، الفلبين، يوغسلافيا والاتحاد السوفييتي، يتم تعريف جيش رجال حرب العصابات بشكل عام بكونه قوة قتال «غير نظامية» صغيرة العدد تعتمد على الاشتباك المحدود والخاطف مع القوات التقليدية المحاربة، إن سلاحها الرئيسي هو التخريب بالإضافة إلى قتل جنود العدو، والهدف هو شل أو تدمير خطوط الاتصال، مراكز النقل، وخطوط التموين.
في إيطاليا، بدأت المقاومة ضد الفاشية بهجمات ضد موسوليني وجماعة «القمصان السوداء» التابعة له، عند استسلام إيطاليا، حول رجال حرب العصابات اهتمامهم نحو المحتلين الألمان، لاسيما في الشمال، بحلول صيف 1944، شلت المقاومة ثمان فرق من أصل 26 فرقة ألمانية في شمالي إيطاليا، بنهاية الحرب، كان رجال حرب العصابات الإيطاليين يسيطرون على البندقية، ميلان، وجنوا، لكن بثمن باهظ- كما يتفق الجميع، فقدت المقاومة الإيطالية نحو 50000 مقاتل.
ربما كانت أشهر قوة حرب عصابات أثناء الحرب هي المقاومة الفرنسية - التي تعرف أيضا باسم جيش «الفرنسيين الأحرار» التي بدأت العمل كمجموعتين منفصلتين.
إحدى هاتين المجموعتين أنشأها وقادها الجنرال تشارل ديجول، الذي غادر فرنسا إثر الهدنة التي أعلنها فيشي/بيتان مع ألمانيا، غير أنه حشد قواته عبر الإذاعة البريطانية، أدرك الحلفاء أن نشاط رجال حرب العصابات كان حيويا في إنهاء الحرب، ومنثم دعموا الوطنيين عبر الإنزال الجوي، كان الدعم الأمريكي حاسما، إذ ان رجال حرب العصابات كانوا يقاتلون بصورة تدعو للإعجاب في ظروف قاسية.
|