لدورة الخليج أفضال كثيرة على الرياضة الخليجية.. منشآت ضخمة وارتقاء المستوى الفني للكرة الخليجية.. وظهور قيادات رياضية رائدة، وجيش من الصحفيين الوطنيين الذين أوكلت لهم الصفحات الرياضية في جميع الصحف الخليجية... وغيرها.
والآن نشاهد ظهور «جيل المحللين الرياضيين» وهؤلاء هم من لاعبي ونجوم الدورات السابقة، فلا نشاهد قناة تلفزيونية تنقل مباراة خليجية إلا ونشاهد عدداً من اللاعبين المعتزلين الذين اتجهوا لتحليل المباريات فنياً، والأسماء كثيرة ومعروفة، ومن هؤلاء من تصل رؤيته الفنية إلى ملامسة الواقع بصدق والنظرة الشاملة، وهؤلاء كثيرون يتقدمهم الكابتن فؤاد بو شقر بقناة دبي الرياضية، وهناك لاعبون دخلوا هذا المجال وهم لا يحسنونه إنما من باب «مع الخيل يا شقراء» وهؤلاء قلة سينتهون مع الوقت، والفئة الثالثة وهم أيضاً قلة فقد دخلوا دائرة التحليل الفني من باب «هج أفمك يرزقك الله» أو كمن يتعلم الحلاقة في رؤوس «المشاهدين» وأوضحهم كابتننا فهد المهلل الذي لم يفرق في أنه يتحدث عبر وسيلة إعلامية تصل إلى اسماع كثيرة أو مع أصدقائه في استراحة خاصة.
وفي كل الأحوال الايجابيات في ظهور نقاد ومحللين رياضيين خليجيين أكثر بكثير من السلبيات وسيبقى الموهوب منهم فقط لأن القنوات الرياضية معنية بمتابعة المواطنين لها، وحتماً ستتعاقد مع الأبرز والموهوب فقط من أجل عيون مشاهديها.
الماليزي الطائر
يعود الحديث مرة أخرى إلى الماليزي فيليبان الذي يموت بغيظه من كل حدث خليجي ناجح كدورة الخليج أو حصول منتخب خليجي على كأس آسيا أو التأهل لنهائيات كأس العالم أو...
وفيليبان من ماليزيا إحدى دول «النمور الآسيوية» وهي دولة متقدمة في مجالات كثيرة كالصناعة والسياحة والصحة والمدن الحديثة والتجارة والتعليم، ويكفي أن نعلم أن في ماليزيا - التي لا يصل سكانها إلى «25» مليون نسمة - أكثر من «300» جامعة أهلية، وهذا في حساب الدول العربية عدد كبير. لا أحد يشكك في النهضة الحضارية الماليزية ولكن «عين ماليزيا العوراء» هي الرياضة، فهذه الدولة الجميلة المتقدمة تعاني تخلفاً رياضياً، ولم تستطع أن تتطور رياضياً سواء في كرة القدم أو الألعاب المختلفة أو ألعاب المضمار حتى كرة الريشة تسبقها أندونيسيا فيها، ويبدو أن اهتمام عقولها لم يتجه إلى الرياضة فبليت الرياضة هناك بعقول ضعيفة تقودها إلى المراهنات فتكثر في مسابقاتها الرياضية الرشاوى وشراء نتائج المباريات وهذا يؤدي إلى الضعف الذي كان من مظاهره أن ظهر لديهم مسؤولون رياضيون في مستوى عقلية بيتر فيليبان الذي لا يرضى لرياضة بلده ولا للآخرين التطور، ومع الأسف ها هو - ومن سنين - يقود أكبر الاتحادات الرياضية في العالم ولم يستطع أن ينهض من حالة الكساح التي يعانيها، وهذا يدفع الرياضيين في غرب آسيا إلى التساؤل عن قوة القاعدة التي يقف عليها، ولِمَ لا يسقط، ومن يستطيع ازاحته عن مقعده وهو بهذا الضعف وعدم القدرة على تطوير الاتحاد الآسيوي؟! وكان «عرب آسيا» قد استبشروا خيراً باعتلاء ابن الخليج محمد بن همام سدة الرئاسة في الاتحاد الآسيوي وهو المعروف بحبه للتطوير «أيضاً معروف أنه صديق لبلاتر رئيس الاتحاد الدولي» ولكن الأمور سارت كما لو كان الماليزي داتو حمزة أو ابن جلدته سلطان رئيساً للاتحاد الآسيوي فها هو فيليبان يبدو أنه الآمر الناهي، وها هو «ينفض ريشه» وهو قادم إلى خليجنا ويصف دورتنا بالمتخلفة» وإياك أعني واسمعي يا جارة» وهذا ما أثبتته صحيفة الأنباء الكويتية في شريط تسجيلي لتصريحاته والآن كيف سيقابله ابن الخليج الهمام ابن همام، وهل سنسكت على تطاوله علينا ونقيم له الأفراح والليالي الملاح أم تظهر له العين الخليجية الحمرا؟
غيض من فيض
* الأهداف الحاسمة «ماركة مسجلة» باسم الكابتن إبراهيم سويد.
* خميس العويران الرقم المهم في المعادلة الصعبة.
* مدرب قطر الفرنسي تروسييه الوحيد من مدربي المنتخبات المشاركة الذي يعرف جيداً امكانيات المنتخب السعودي لأنه كان مدرباً لليابان التي تنافس السعودية على زعامة الكرة الآسيوية.
* مدرب عمان ماتشالا درب ثلاثة منتخبات خليجية «الكويت - السعودية - عمان».
* أوسع اللاعبين صدراً وأكثرهم تحملاً وصبراً هو اللاعب يسري الباشا الذي لاقى من لاعبي قطر الكثير والكثير.
* حتى الآن لم تظهر موهبة محمد نور التي نفتقدها كثيراً.
* الشباك اليمنية أنقذت الدورة من شح الأهداف.
* أشار ملحق الميدان بجريدة «اليوم» إلى أن هناك أباً وابنه لعبا في دورة الخليج غير «سالمين البحرين» هما الكويتيان كريم نصار وابنه وليد.
* فعلاً تحول الأزرق المخيف إلى ازيرق.
* هدف ياسر القحطاني كان يمكن أن يكون الأجمل لولا صافرة المجري.
* لم يظهر «نجم خليجي مميز» ولكن جماعية أغلب الفرق عوضت غياب النجوم.
الحكام بشر
يطالب الكثيرون بحكام أجانب لمبارياتنا المحلية باعتبار أنهم من طينة تختلف عن طينة حكامنا الوطنيين، وان أولئك «حقانيون» لا يخطئون وسريرتهم نقية، إلا أن حكام مونديال اليابان خيبوا نظرة هؤلاء فأظهروا لهم أن الحكام في كل مكان في العالم هم من «طينة واحدة» ومن سلالة آدم، وان أفضلهم هو أقلهم أخطاء «أي أن الأخطاء ستقع من الأجنبي وابن البلد».
الآن ما رأي هؤلاء بالحكام غير الخليجيين الذين استعنا بهم لإدارة بعض مباريات خليجي «16» ووقعوا بأخطاء كبيرة غيرت نتائج مباريات كمباراة المنتخبين السعودي والقطري عندما ألغى الحكم السويسري هدف تيسير الباشا «الصحيح» في المرمى القطري مما حرم السعوديين من نقاط المباراة الكاملة، وما رأيهم في الحكم الهنغاري الذي ألغى هدف ياسر القحطاني «الصحيح» في المرمى البحريني، وكانت النتيجة آنذاك التعادل السلبي - وهذان الحكمان من الحكام المميزين ولا أحد يشك في نواياهما - ماذا لو أن مكان المنتخب السعودي أحد الفرق المحلية التي اشتهر مسيروها بمهاجمة الحكام في كل الأحوال «فوز أو خسارة» وكيف سيكون عويلهم وصراخهم ازاء أهداف ملغية يجمع الجميع على صحتها، إنهم بهذا يثبتون مصداقية المثل الشعبي القائل «العنز البلدية تحب التيس الغريب».
وبالمناسبة فلم يكن لمنتخب الإمارات هدف ملغي أمام المنتخب السعودي لأن حكم المباراة أوقف اللعب بصافرته قبل أن يسدد اسماعيل مطر الكرة في المرمى الأخضر.
وأخيراً
من السهل الممتنع قول ميخائيل نعيمة:
«كلما بريت القلم براني»
|