إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأسكنه هذه الأرض واستخلفه فيها وسخر له كل شيء حوله من أرض وفضاء وبحار وانهار ومطر وشجر ورسم له منهجا قويماً إذا التزمه وسار على نهجه حقق به عمارة الأرض ونال من خيراتها في دنياه ثم كان له الفوز والنجاح والفلاح في اخراه.
ويستلزم ذلك من الإنسان التوسط والاعتدال اللذين نادى بهما ديننا الحنيف واللذين يفضيان إلى التوازن الذي إن فقدناه فإن المردود النهائي يكون الخلل. ويأتي هذا الخلل من ظلم الإنسان ومجاوزته للحدود باستنزافه الموارد الطبيعية من دون حكمة وتعقل مثل إساءة استعماله للمياه ومصادر الثروة الأخرى.
وها نحن ندق ناقوس الخطر كل في مجال تخصصه علَّنا نستيقظ وننتهي عما نفعل ببيئتنا وأنفسنا، فإما أن نتصالح معها ونحافظ عليها وتتسم تصرفاتنا بالحكمة والاعتدال فيما نأخذ وندع فتنجو بيئتنا وننجو معها وأعتقد انه لا بديل لنا إلا السير في هذا الطريق لأن البديل لا تُحمد عقباه.
وموضوع البيئة ليس جديدا وإن عظم خطره وازداد أثره في الآونة الأخيرة ويكفي الدلالة على ذلك أن نقرر ان القرآن الكريم قد اشار في مواضع كثيرة الى اهمية البيئة وتأثيرها الكبير على كل مجالات الحياة.
ان اللقاء العلمي السنوي الثاني والعشرين الذي خصص ل«الثروة المائية في المملكة العربية السعودية.. آفاق مستقبلية» ما هو إلا خطوة على طريق مصالحتنا مع بيئتنا والبحث في افضل الطرق للتعامل معها والاستفادة مما وهبنا الله سبحانه وتعالى.
وإننا بهذه المناسبة نتوجه بالشكر الجزيل والموفور لكلية العلوم جامعة الملك سعود فرع القصيم، واللجنة العلمية المنظمة لهذا المؤتمر لإتاحة هذه الفرصة لنا بالاشتراك معهم لتنظيم هذا اللقاء. كما نتقدم بالشكر للجمعيةالسعودية لعلوم الحياة لعقدها هذا المؤتمر في منطقة القصيم وقد درجت الجمعية السعودية لعلوم الحياة ومعها أجهزة الدولة المختلفة بتوجيه من أولي الأمر رعاهم الله على عقد اللقاءات العلمية والمؤتمرات والندوات وذلك لمحو الأمية العلمية المنتشرة وإشاعة رأي عام علمي في القضايا الحيوية المختلفة التي ينبغي للعلميين ان يدلوا بدلوهم فيها، بهدف إقامة قاعدة معلومات علمية في مختلف المجالات حتى تكون متاحة لمتخذي القرار كل في موقع مسؤوليته، ليستثمرها ويستفيد منها ويتخذ قراره في ضوئها ويعم خيرها على الوطن والمواطن.
كما يسعدنا أن نقدم اسمى معاني الشكر لسمو الأميرة لرعايتها الكريمة لحفل افتتاح هذا اللقاء العلمي المهم إيمانا منها بأهميته وجدواه كما اود ان اشكر الجميع على ما بذلوه من جهد سواء بالمشاركات القيمة او المساهمة بالحضور الذي سيكون له بإذن الله الدور الكبير والفاعل في إثراء هذا اللقاء والشكر موصول لأسرة الكلية عامة، للجهود الكبيرة المبذولة لانجاح هذا المؤتمر.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (الرعد:17) }.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى ونفعنا ونفع بنا.
|