ابتلعت إسرائيل تهديداتها بشأن الجولان عندما أدركت أنها تقف وحيدة في مواجهة جبهة عالمية عريضة تستنكر ما أفصحت عنه أواخر الأسبوع المنصرم لإقامة المزيد من المستعمرات في الجولان وزيادة أعداد المستثمرين..
وربما كان وزير الزراعة الإسرائيلي الذي أعلن ذلك يرمي إلى اختبار مواقف العالم غير أن الذي لا شك فيه أن أطماع إسرائيل في الجولان وغير الجولان تظل كما هي وأنها فقط تتحين الفرصة المناسبة، وأن السبيل إلى الفرصة المناسبة قد يكون من خلال إطلاق تلك التصريحات لقياس ردود الفعل وإجراء «بروفة» لما قد يحدث على أرض الواقع..
ولم تجد إسرائيل ما يؤيد مخططها الجديد وحتى أقرب حلفائها وهي الولايات المتحدة لم تستطع تقبُّل هذه الصفاقة الإسرائيلية والحديث المباشر وبطريقة تفتقر لأسس الخطاب السياسي مثلما ورد على لسان الوزير الإسرائيلي بشأن الجولان..
ولن يغير احتلال إسرائيل الجولان منذ ما يقارب الأربعين عاماً من حقيقة أن الجولان سورية أرضاً وشعباً وأن أهميتها الإستراتيجية لا تبرر أي احتلال لها، بل إنها تزيد من تمسك سوريا بها.. فالجولان هي نقطة أساسية في الطريق إلى دمشق، وكونها تطلُّ على الجليل إطلالة إستراتيجية عسكرية، فإن ذلك لا يبرر لإسرائيل أن تنقضَّ عليها وتعلن ضمها منذ عام 1981.
وتسعى إسرائيل إلى تحقيق عدة أهداف في آنٍ من خلال مشروعاتها الاستعمارية الجديدة في الجولان والتي تشمل زيادة المستوطنين بنسبة 50%، حيث ترمي إلى فرض أمر واقع وإلى المساومة بالإضافات الجديدة في أي محادثات محتملة للتسوية بغرض الحفاظ على ما سرقته مسبَّقاً من أراضٍ.
|