أما السؤال استهلالاً فهو: ما السر في قدرة بعض البشر على التأثير في الآخرين سلبياً وما السر في سرعة أو استعداد بعضهم الآخر للتأثر.. للتقليد.. للانقياد؟!
** ومما يبدو فبين القدرة على التأثير القيادي والتقليد والانقياد شعرة وما ذلك إلا لكون العقل الإنساني جبار إلى درجة التعقيد.. ضعيف إلى درجة الخطورة.
** وفي ضوء ما سبق من (عتمة) إنسانية يتوجب الاقرار مقدما بحقيقة ان التوصل إلى إجابة شافية كافية عن مثل هذا السؤال من الصعوبة بمكان لا سيما أنه حين البحث في أمر (البسيط/ المعقد) من الظواهر الإنسانية تختلط الافتراضات بالفرضيات فتضيع في تجاويف هذا الاختلاط الإجابة الصحيحة علمياً. وأقصد بالافتراضات Assumptions الحقائق المسلم بصحتها والتي ليست بحاجة إلى برهان أو اختبار، أما الفرضيات Hypothises فتشير إلى ما هو فعلاً بحاجة إلى البرهنة العلمية مما لا يمكن القول بصحته أو عكس ذلك إلا بناء على ما تزجيه حيثيات ونتائج التحليل العلمي الممنهج.
** أما المضامين فمن (ضمنها) أولا إن في التقليد تقييد فانقياد..، وثانياً إن يكن التقليد أعمى فالانقياد أيضاً أعمى، وثالثاً أن التقليد والانقياد صنوان في فلك القدرة على التأثير والقابلية للتأثر.. ورابعاً ا قاسمهما المشترك هو الالغاء الفكري حين ينقاد المقلد وراء أفكار قائده بدون تمعن أو تبصر إلى درجة ترجمة الأسوأ على أرض الواقع مأساوياً.
وخامساً ان الاعتراف بحقيقة ترادف التقليد والانقياد إقرار إيجابي من شأنه فهم سر القدرة على القيادة المنحرفة، وسادساً ان في حقيقة تقاطع التقليد والانقياد وتداخل معالمهما إلى حد التشابك ودرجة التشابك تأكيد لحقيقة استحالة فهمهما بمعزل عن بعضهما الآخر.. بمعنى آخر (أخير).. عامي مع ذلك.. (لولا هذي.. ما جت هذي)..
|