في غضون أسبوعين سقطت طائرتان مدنيتان تابعتان للشركات الخاصة التي تقوم بتنظيم رحلات الطيران العارض «شارتر» في المناسبات والأعياد ونقل السياح الى المناطق السياحية.
قبل نهاية عام 2003م قضى أكثر من مئة وخمسين انساناً أكثرهم من اللبنانيين بعد سقوط الطائرة التي تمتلكها شركة سياحية متخصصة في تنظيم رحلات الطيران العارض، وبعد دخول العام الجديد سقطت طائرة تابعة لشركة «فلاش إير» وهي شركة سياحية مصرية تنظم رحلات الطيران العارض ما بين المنتجعات السياحية المصرية والمدن الأوروبية، وقد سقطت الطائرة مثل مثيلتها البنينية في مياه البحر وحتى الآن يعتقد ان جميع ركابها وملاحيها البالغ عددهم مئة وثمانية وأربعين معظهم من الفرنسيين.
سقوط الطائرتين يفتح ملف الشركات الخاصة التي تنظم رحلات الطيران العارض «الشارتر» فهذه الشركات عادة لا تمتلك سوى طائرتين أو أكثر وهو ما يجعلها تعتمد في صيانة طائراتها على الشركات الأخرى مما يلقي بظلال الشك حول جدية ومستوى الصيانة المقدمة لطائراتها التي غالباً ما تكون من الطائرات القديمة، كما ان هناك إشكالية أخرى تتمثل في زيادة حمولة طائرات هذه الشركات التي يحرص أصحابها على «شحن» أكبر عدد من الركاب في كبائنها بعد توسعتها وتقريب المسافات ما بين كراسيها وهو ما يزيد اعداد الركاب وبالتالي حمولتها التي يضاف اليها زيادة وزن «العفش» الزائد الذي يسمح للركاب باصطحابه تشجيعاً لهم لاستعمال الطائرة وهو ما حصل بالنسبة لطائرة شركة بنين الافريقية الخاصة التي سقطت على السواحل الشرقية للأطلسي، والتي تبين بأن الوزن الزائد المحمَّل على الطائرة، بالاضافة إلى قِدَمها وسوء الصيانة كان أحد أسباب سقوطها.
أما طائرة «فلاش إير» والتي هي إحدى طائرتين تمتلكها الشركة السياحية فلا تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة الأسباب والتي لا تخرج عن كونها تشغيل سيىء للطائرة وتحميلها أكثر مما هو مسموح به، سواء من قبل الركاب أو الوزن الزائد، أو ضعف في الصيانة، وهذا ما يؤكد أهمية مراقبة عمل طائرات الشركات الخاصة التي تضع الربح فوق كل اعتبار دون النظر والاهتمام بحياة الناس، وعلى الحكومات التي تعمل هذه الشركات على أراضيها ان تدقق كثيراً في أعمال الشركات وتخضع طائراتها بأعمالها للتدقيق حفظاً على حياة البشر، وسمعة شركات الطيران الوطنية التي تحمل اسم البلد فيصيبها الضرر نتيجة الربط ما بين اسم الشركات الخاصة، فالاخبار التي نقلت حادثة «فلاش إير» ذكرت ان طائرة مصرية سقطت جنوب شرم الشيخ وهو ما يتبادر للذهن أنها احدى طائرات الشركة الوطنية، وهو عكس الحقيقة.
|