* بغداد د. حميد عبدالله:
قالت مصادر مقربة من قيادة قوات التحالف في العراق ان ضباطاً كبارا من الجيش الأمريكي التقوا مؤخرا بخبراء متخصصين بقمع التمرد في كل من بريطانيا وإسرائيل وروسيا بهدف (عصر أدمغة) أولئك الخبراء من اجل توظيف خبراتهم والاستفادة منها في مواجهة اعمال المقاومة العراقية التي بدأ جنرالات الجيش الأمريكي يصفونها بالعصيان المسلح.
ونقلت تلك المصادر عن الميجر جنرال ديفيد بتراوس قائد الفرقة 101 المحمولة جوا قوله: انه ليس بالإمكان ان نهزم تمردا عن طريق القوة العسكرية، يمكننا ان نقتل او نأسر رجالا سيئين لكن النصر يتحقق فقط عندما نستطيع ان نقنع الناس بأن العراق اليوم اصبح افضل من الأمس.
إما الميجر جنرال جيمس ماتيس قائد فرقة المشاة البحرية الأولى التي دخلت بغداد في الربيع الماضي فقد أمر جنوده ان يغيروا من تصرفاتهم مع العراقيين، فبدلا من ان يتعاملوا مع الشارع باسترخاء كما في الأيام الأولى بعد احتلال العراق، وبدلا من أن يخلعوا نظاراتهم الشمسية عليهم ان يرتدوها اليوم، حيث كان ماتيس يعتقد ان أول شيء يركز عليه أبناء المدن المحتلة هو النظر الى اسلحة الجنود وعيونهم. وقد حاول ان يخلق حالة من الألفة بين جنوده والناس في العراق من خلال التعامل العفوي لكن الجنرال الأمريكي لمس ان تلك الألفة لم يعد لها وجود بعد ان اتسعت قاعدة المقاومة العراقية وتصاعدت عملياتها بنحو لم يتوقعه احد من المسؤولين الأمريكان، ما جعل جنرالات امريكا يعيدون النظر بطريقة تعاملهم مع المقاومة العراقية هو اشتداد العمليات العسكرية ضدهم بعد القبض على صدام مما يعني ان صدام كان يشكل إلهاما للمقاومين وليس قائدا حقيقيا وان اسر صدام لن يطفئ سعير المقاومة ولا حتى يخفف من ضراوة نيرانها.
وبينما وصف اللفتينانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية في العراق العمليات التي تنفذها المقاومة العراقية بأنها لا تعدو ان تكون مجرد إزعاج لايذكر ووصفها الحاكم المدني بول بريمر بأنها (عضات بعوضة صغيرة في جسد فيل) نجد الجنرال ماتيس يقول: ان القوات الأمريكية بدأت للتو بالتكيف مع مطالب حرب العصابات. في إشارة واضحة الى ان القوات الأمريكية تنتظرها صولات وجولات من القتال ضد (المتمردين) على امتداد مساحة العراق كله.
واشارت المصادر الى ان القوات الأمريكية بدأت بالفعل تغيير توصيفاتها الامنية للطرق الداخلية والسريعة في العراق حيث ألغي نهائيا اللون الاخضر الذي يشير الى الطريق الآمن وظل اللونان الاصفر (الذي يشير إلى ان الطريق خطر ولا يجوز السير عليه ليلا) واللون الاحمر (الذي يشير الى ان الطريق خطر جدا ولا يجوز السير عليه نهائيا) ظل هذان اللونان هما السائدين في القاموس الأمريكي بعد ان كانت 90% من الطرق في العراق خضراء آمنة.
القوات الأمريكية بعد ان تيقنت ان المقاومة العراقية لا ترتبط بوجود قائد معين لجأت الى استخدام اسلوب (المسح والتدمير) وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعته القوات الأمريكية في فيتنام وهو اسلوب يقضي بمسح واجتثاث مجمعات سكنية او قرى بأكملها وهذا ما حدث في منطقة (البوعيثهة) في جنوب بغداد وفي عدد من قرى الحويجة وتكريت وناحية العلم في الدورة وناحية كنعان في بعقوبة وعدد من قرى محافظة ديالي وفي الرمادي والخالدية وغيرها، وتم خلال هذه العمليات استخدام الطائرات المقاتلة إف 16 لقصف بعض البيوت الزراعية بحجة كونها مخابئ للمتمردين.
|