الأسبوع الماضي كان أسبوعاً مختلفاً عن كل الأسابيع التي سبقته في تاريخ هذا الوطن. في ذلك الأسبوع تحركت مسيرة وطننا خطوة جريئة وكبيرة في الاتجاه الصحيح. تمثلت هذه الخطوة في التقاء نخبة من علماء ومفكري ومثقفي هذه البلاد لتتحاور فيما بينها من أجل أن يصلوا إلى رؤية موحدة ترسم لنا معالم الطريق الصحيح نحو وطن متماسك مُهاب ينعم مواطنوه بكامل حقوقهم ويؤدوا كامل واجباتهم تحت مظلة الدستور.
وباعتباري أحد شهود هذا اللقاء فإني أقرر وبكل صدق وأمانة أنَّه كان بحق لقاء مفعماً بالشفافية وصدق الطرح وصراحته ونضجه، كل الآراء التي طرحت تحت قبة اللقاء أخذت حقها في النقاش دونما تقليل من قيمة الرأي أو صاحبه، لم يكن تباين المشارب الفكرية سبباً على الإطلاق في تعثر الحوار أو احتقانه، لقد قرر الجميع قبل اللقاء ان يتجاوزوا كل الخلافات الفكرية والمذهبية الضيقة مؤكدين في الوقت نفسه على مسلمات أهمها حفظ وصيانة كرامة وحرية المواطن واعتبار الكفاءة هي المعيار الحقيقي عند المفاضلة وان قوة هذا الوطن مستمدة من قوة أداء سلطاته دونما تداخل بينها. لم يكن غائباً عن الذهن في هذا اللقاء ولا أظنه سيغيب في كل لقاء وطني قادم أن هناك فئة تحب الاصطياد في الماء العكر، فئة تحب الإثارة والبلبلة بطبعها، لقد اختلقوا قصصاً عجيبة عن مجريات اللقاء تدعو إلى العجب والضحك.
(*) كلية المعلمين بالرياض |