في مثل هذا اليوم من عام 1961م وخلال ذروة تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وبين حكومة فيدل كاسترو في كوبا أمر الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاوربغلق السفارة الأمريكية في هافانا، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا.
وقد أشار ذلك القرار إلى أن الولايات المتحدة أصبحت مستعدة لاتخاذ أقسى الإجراءات لمعارضة نظام كاسترو، الذي اعتبره المسئولون الأمريكيون أنه رأس حربة للشيوعية في العالم الغربي. وكان السبب المعلن لقطع العلاقات مع كوبا هو طلب كاسترو من الولايات المتحدة تخفيض بعثتها الدبلوماسية. وما تلاه من اتهامات خطيرة من الحكومة الكوبية بأن الولايات المتحدة كانت تستخدم سفارتها كقاعدة للتجسس في كوبا.
وقد تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا بصورة مستمرة منذ تولي كاستروالسلطة في أوائل عام 1959. وسرعان ما اقتنع المسئولون الأمريكيون بأن حكومة كاسترو شديدة العداء للولايات المتحدة ولا يمكن الوثوق بها. وشعروا بالقلق من أن كاسترو ربما يقود كوبا إلى الكتلة الشيوعية. وفي بداية عام 1960 بعد قرار كاسترو توقيع معاهدة تجارية مع الاتحاد السوفيتي، بدأت إدارة الرئيس أيزنهاور في تمويل وتدريب جماعات المعارضة الكوبية في المنفى للإطاحة بالرئيس الكوبي. ورد كاسترو على ذلك بتسريع برنامجه لتأميم الشركات والممتلكات الأجنبية في البلاد. وفي المقابل بدأت الولايات المتحدة في تخفيض علاقاتها التجارية مع كوبا شيئا فشيئا، وجاءت القطيعة الدبلوماسية في الثالث من يناير عام1961 كنتيجة نهائية لذلك التصعيد الخطير في الأوضاع.
وقد مثَّل قطع العلاقات بين البلدين نهاية لسياسة الولايات المتحدة التي حاولت حل الاختلافات بينها وبين حكومة كاسترو من خلال الطرق الدبلوماسية.
وبعد ذلك بشهرين فقط أطلق الرئيس جون كيندي العنان للقوات الكوبية في المنفى التي تم تكوينها وتدريبها في فترة حكم أيزنهاور. وقاد هذا إلى كارثة خليج الخنازير التي قامت فيها القوات العسكرية لكاسترو بقتل واعتقال قوات المعارضة الكوبية. وبعد موقعة خليج الخنازير أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا في أقصى حالات البرودة في فترة الحرب الباردة.
|