الشعر بلا شك أحد المكونات الرئيسية للجمال، وخصوصا لدى المرأة، وبالتالي فإن أي تغير فيه قد يقلب حياة المرأة وشخصيتها رأسا على عقب. وفي هذا اللقاء مع الدكتور جمال حبيب الله جمعة استشاري جراحة الحروق والتجميل نتعرف على كيفية الرعاية الصحية الشخصية الجيدة للشعر، باعتباره وسيلة مهمة للمحافظة عليه. تعتمد الرعاية أساساً على عدة عوامل أساسية منها: نظافة الشعر، غسله بالشامبو، طريقة تمشيطه. فتمشيط الشعر يخلصه من الأوساخ والعقد ويوزع الزيوت الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس على جميع أجزاء الشعر وعلى تناول الطعام المتوازن.
* ما الأطعمة التي يجب تناولها للمحافظة على نمو طبيعي للشعر؟
- أحب أن أوضح قبل ذلك أن الشعر يتكون بصفة أساسية من بروتين «الكريتين» وهو المادة الموجودة أيضاً في أظفار اليدين والقدمين، ولذلك من الضروري لجميع الناس وفي مختلف الأعمار أن يتناولوا كمية كافية من البروتين للمحافظة على نمو الشعر الطبيعي، ويتوافر البروتين في اللحوم والدجاج والسمك والبيض والحليب والجبن وفول الصويا والحبوب والمكسرات.
* إلى أي حد يلعب سوء التغذية دوراً في ذلك؟
- النباتيون الذين يتناولون أغذية خالية تماماً من البروتين، ومرضى القولون العصبي الذين يتناولون كمية ضئيلة من الطعام، قد يصابون بسوء التغذية، ولدى حدوث هذه الحالة، يحاول الجسم الإبقاء على البروتين بتحويل الشعر النامي إلى مرحلة السكون. كذلك بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظام حمية قاسياً، يبدأ تساقط كثيف في الشعر بعد شهرين إلى ثلاثة شهور من بدء التغيير في نظامهم الغذائي، حيث يصبح الشعر قابلاً للانتزاع من جذوره بسهولة نسبياً. ويمكن منع حدوث هذه الحالة أو علاجها بتناول كمية كافية من المواد البروتينية.
* هل يمكن أن تتعرض المرأة للصلع الكامل، وما أسباب تساقط الشعر؟
- عادة لا يتسبب تساقط الشعر لدى النساء في الصلع الكامل إلا أنه قد يسبب قلة كثافة الشعر.
ويحدث تساقط الشعر غير الطبيعي لأسباب عديدة منها أسباب خارجية بسبب استعمال المركبات الكيميائية التجارية بشكل مفرط وعشوائي مما يؤثر على نمو الشعر ويغير صفاته كملمسه وليونته وبريقه مثل: صبغات الشعر الحاوية على نسبة عالية من المواد القلوية، واستعمال الأدوية المنقصة للدهون وأدوية معالجة النقرس ومضادات تخثر الدم والعقاقير المستخدمة للتحكم في الغدة الدرقية أو لمعالجة بعض أنواع السرطان. وهذه الحالات تعالج عن طريق الاعتدال في استخدام مواد زينة الشعر والامتناع عن الأدوية المذكورة ما أمكن بعد استشارة الطبيب. ومن العوامل الداخلية: نقص الحديد الذي يؤثر في نمو الشعر فيسبب سقوطه وخصوصا عند النساء اللاتي يعانين الطمث الشديد حيث يفقدن كمية كبيرة من الحديد، وكذلك أثناء الحمل والرضاعة ما يؤدي أحيانا إلى تساقط الشعر، والعلاج يتضمن إعطاء أقراص الحديد ومتابعة نسبة ارتفاع الحديد.
كما أن أي اختلال في نشاط الغدة الدرقية من زيادة أو نقصان يؤثر على الشعر. ففي فرط النشاط يكون السقوط بشكل منتشر ويصبح ملمس الشعر ناعماً ودقيقاً، أما في نقص إفرازاتها فيكون ملمس الشعر خشناً وسميكاً، ويترافق مع سقوط شعر الرأس تساقط شعر في منطقة العانة والحاجبين. وعلاج ذلك يتم بإعادة وضع إفرازات الغدة إلى المعدل الطبيعي عن طريق العلاج الدوائي، وفي حالات زيادة الإفراز المستعصي يكون العلاج عن طريق الاستئصال الجراحي للغدة.
* نسمع أيضاً عن نقص هرمونات الأنوثة وزيادة هرمونات الذكورة، فما حقيقة ذلك؟
- نقص هرمونات الأنوثة «الاستروجين» يحدث عقب الولادة في سن اليأس، وفي العادة عندما تكون المرأة حاملاً يتوقف سقوط الشعر نسبياً، لكن خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر عقب الولادة تلاحظ بعض النساء أن كميات كبيرة من الشعر تتساقط لدى تصفيفه وتمشيطه، وتتلاشى تلقائياً في معظم الأحيان. وهي حالة طبيعية ولا تدوم طويلاً وسرعان ما يستعيد الجسم التوازن دون تدخل علاجي، ويمكن استخدام الفيتامينات ومركبات الحديد لمساعدة الجسم على استعادة عافيته.
وفيما يتعلق بزيادة هرمونات الذكورة، فيبدأ عادة بعد سن اليأس حيث يصبح تركيز الهرمونات الذكورية أعلى نسبياً مما يؤثر على بصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقطه بشكل خفيف وبسيط. ويكون العلاج بتعويض النقص واستخدام الفيتامينات المقوية والكالسيوم ومواد غسل الشعر التي تحتوي على الاستروجينات.
* وماذا عن أقراص منع الحمل؟
- النساء اللاتي يصبن بتساقط الشعر وهن يتلقين أقراص منع الحمل هن في الغالب المعرضات للإصابة بسقوط الشعر لأسباب وراثية، وقد تحدث نتيجة تأثيرات الهرمونات شبه الذكورية التي تحتوي عليها هذه الأقراص مما يتطلب استشارة الطبيب. وعند توقف المرأة عن استخدام أقراص منع الحمل عن طريق الفم، قد تلاحظ أن شعرها يبدأ في التساقط بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من ذلك، وقد يستمر لمدة ستة أشهر ثم يتوقف وتعود الأمور إلى طبيعتها. وهذا مشابه لتساقط الشعر بعد الولادة.
* وعند الخضوع لجراحات كبيرة أو الإصابة بأمراض مزمنة؟
- يصاب بتساقط الشعر في كثير من الأحيان المرضى الذين تُجرى لهم عمليات جراحية رئيسة، لأن مثل هذه الجراحة قد تعرض الأجهزة الحيوية للجسم لصدمة لا يستهان بها. وقد يحدث تساقط الشعر خلال شهرين أو ثلاثة أشهر من تاريخ العملية، إلا أن الحالة تعود إلى وضعها الطبيعي خلال بضعة أشهر. كما يصاب من يعانون الأمراض المزمنة الشديدة بتساقط الشعر ما داموا يعانون تلك الأمراض.
* نرجو تسليط الضوء على بعض الأمراض التي تصيب الشعر مثل الثعلبة؟
- تساقط الشعر في حالة الثعلبة يكون على شكل بقع خالية تماماً من الشعر، وعلى هيئة بقع دائرية في حجم العملة المعدنية أو أكبر من ذلك. وقد يؤدي هذا الداء إلى تساقط تام لشعر فروة الرأس و تساقط جزئي أو كامل لشعر أجزاء الجسم. وأسباب الإصابة ما زالت غير معروفة، علما بأن الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة يكونون في حالة جسدية وصحية ممتازة، ويمكن لاختصاصي الأمراض الجلدية علاج بعض هذه الحالات، وقد ينمو الشعر مجددا تلقائياً في بعض الأحيان.
* تساقط الشعر الوراثي أو الصلع.. هل يمكن علاجه؟
- النساء اللاتي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكون من تضاؤل كمية الشعر، ولا يصبن بالصلع الكامل، وتعرف هذه الحالة طبياً بالخاصية الذكورية وتبدأ في فترة المراهقة وفي العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر. وهناك عدة طرق علاجية لتساقط الشعر الوراثي تعتمد على عمر المريض ودرجة تساقط الشعر.
وعندما تكون درجة التساقط خفيفة أو متوسطة تستخدم محاليل «المينوكسيديل» الموضعية مرتين في اليوم، والنتيجة لا تظهر إلا بعد أربعة شهور من الاستخدام المتواصل. وفي الحالات الشديدة من الأفضل إجراء عملية زراعة للشعر الطبيعي.
* وما أهم الطرق للمحافظة على الشعر؟
أولاً: يجب المحافظة على نظافة فروة الرأس، وينصح بغسل الرأس مرتين إلى 3 مرات بالأسبوع مع مراعاة عدم فركه بشدة، فقد يتسبب ذلك في تساقط ما يزيد على 100 شعرة في اليوم.
وفي العادة فإن استخدام الصابون لا يتسبب في تساقط الشعر، إلا أن الإكثار منه قد يؤدي إلى خشونة الشعر، ويزداد الأمر سوءاً إذا كانت نسبة الأملاح وخصوصا الكالسيوم الموجودة بالماء مرتفعة.
وأفضل أنواع الشامبو تلك التي لا تزيل الطبقة الدهنية الطبيعية الموجودة بالشعر وتعطي رغوة سريعة عند الاستحمام ويمكن غسلها بسرعة من الشعر دون أن تترك آثاراً. مع تجنب استخدام مجففات الشعر Hair Conditioner ما أمكن.
ويكون الشعر أكثر عرضة للإصابة والتكسر عند امتصاصه للماء، لذا فإن العناية أهم أثناء ابتلال الشعر، وذلك من خلال لف الشعر بمنشفة لتجفيفه ودون دعك واستخدام مشط ذي أسنان متباعدة غير حادة. واستخدام المجففات بدرجة حرارة متوسطة على ألا تزيد على مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً. وعدم الإكثار من صبغات ومشقرات الشعر. واستخدام الشامبو بعد السباحة لتنظيف بقايا المواد الكيميائية مثل الكلور. وتدليك فروة الرأس لأنه يساعد على تنشيط الدورة الدموية بفروة الرأس وبالتالي تغذية بصيلات الشعر، إلا أن التدليك الشديد قد يؤذي البصيلات الموجودة ويتسبب في تساقط الشعر.
* أخيراً، هل أي تساقط للشعر يتطلب المسارعة في علاجه؟
- أحب أن أوضح أن معظم حالات تساقط الشعر تعود إلى دورة الشعر الطبيعية، وبالتالي فإن تساقط ما يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة في اليوم يجب ألا يبعث على الانزعاج، أما إذا شعرت بكثرة تساقط الشعر أو بحدوث صلع واضح فينبغي استشارة طبيب الأمراض الجلدية فورا.
|