يتجدد الشعار الذي رفع للقاء عمان والبحرين في «خليجي 15» في الرياض العام الماضي باعتباره قمة فنية عندما يلتقي المنتخبان اليوم السبت في الجولة الرابعة من «خليجي 16» في الكويت الذي يستمر حتى 11 كانون الثاني/ يناير الحالي، في حين تبحث الامارات وقطر عن التمسك بأمل الاستمرار في المنافسة على اللقب، وتتصدر السعودية الترتيب برصيد 7 نقاط امام عمان (5) والبحرين (4) والكويت (4) والامارات (3) وقطر (2) واليمن (1). وخاضت جميع المنتخبات ثلاث مباريات باستثناء قطر التي لعبت اثنتين فقط.وكان منتخبا عمان والبحرين لفتا الانظار في النسخة الماضية بعروضهما الفنية الجيدة لكن اللقب بقي بعيدا عن متناولهما، وتكرر السيناريو في الدورة الحالية حيث قدما عروضا فنية جيدة واثبتا انهما يملكان المواهب القادرة على فرض نفسها في المنافسات الاقليمية والعربية والقارية. وما يزال المنتخبان في دائرة المنافسة بقوة إذ ان فوز احدهما اليوم سيضعه في وضع جيد خصوصاً اذا تعثر المنتخب السعودي امام نظيره الكويتي الاحد في مباراة القمة التقليدية ما سيعطي الدورة انطلاقة جديدة في الجولتين الاخيرتين. بدأت عمان مشوارها بتعادل اشبه بالخسارة مع الكويت صفر- صفر مع انها ظهرت بصورة طيبة وكانت الاقرب الى الفوز، ثم وقعت في الفخ اليمني وخرجت منه بتعادل 1-1 بعد ان اهدر لها بدر الميمني ركلة جزاء كان يمكن ان تكون منعطفا مهما نحو تحقيق فوز كبير. لكن ثقة اللاعبين العمانيين بأنفسهم لم تهتز فقدموا اداء قويا ايضا في مباراتهم الثالثة تغلبوا فيها على الامارات 2-صفر.
وتميز العمانيون في مبارياتهم الثلاث الاولى بلياقة بدنية مرتفعة وبسرعة لافتة في الانتقال من الدفاع الى الهجوم وبخطوط قوية خصوصا في وسط الملعب وينقصهم فقط الخبرة في التعامل مع الفرص امام المرمى لأن هاني الضابط هداف الدورة الماضية عجز حتى الان عن هز الشباك، كما تفنن اللاعبون الآخرون في اهدار الكرات الخطرة وهي سلبية يجب ان يتنبه لها المدرب التشيكي ميلان ماتشالا اذا اراد المنافسة على احراز لقب ثالث في كأس الخليج بعد ان فاز بها مرتين مع منتخب الكويت عامي 1996 في عمان و1998 في البحرين. ولم يتمكن ماتشالا من اخفاء فرحته العارمة بعد الفوز على الامارات وتلت غضبا شديدا اثر التعادل مع الكويت واليمن حيث قال «اخيرا. قدم المنتخب العماني صورته الحقيقية التي كانت معروفة عنه قبل مشاركته في الدورة». مضيفا «أمامنا ثلاث مباريات كل واحدة منها بطولة بحد ذاتها لكن الاهم ان اللاعبين استعادوا الثقة بأنفسهم والمنتخب دخل المنافسة بقوة».
واوضح امين سر الاتحاد العماني فهد الرئيسي «نعرف منتخب البحرين جيدا ونأمل ان تكون المباراة هجومية من الطرفين». من جهته بدأ منتخب البحرين مشواره بتعادل سلبي مع قطر في مباراة ضعيفة المستوى لكنه كان فيها الطرف الافضل، ثم استعرض امام اليمن ودك مرماه بخمسة اهداف مقابل هدف بعد سيطرة شبه تامة على المجريات. وفي المباراة الثالثةمع السعودية كان الاخطر في الشوط الاول وسنحت له ثلاث فرص مؤكدة للتسجيل لم يستفد منها قبل ان ينتزع منافسه المبادرة في الشوط الثاني ويسجل هدف الفوز.
وكما المنتخب العماني يهوى البحريني الاداء الهجومي جيدا ما يشيرالى انهما سيقدمان مباراة هجومية لأن كلا منهما يسعى الى الفوز لتعزيز فرصه في المنافسة على اللقب.
الامارات - عمان
يدرك الانكليزي روي هودجسون مدرب منتخب الامارات ان مصيره على المحك وان الفرصة قد تكون الاخيرة ل«الابيض» للبقاء في المنافسة عندما يواجه نظيره القطري في مباراة يحتاج فيها الاخير الى تحقيق نتيجة جيدة ايضا خصوصا انه لم يقدم شيئا يذكر حتى الآن باستثناء التنظيم الدفاعي. وسقط المنتخب الاماراتي امام نظيره السعودي صفر- 2 في مباراته الاولى فارتفع سقف الانتقادات التي لم توفر لاعبا او اداريا، لكن الوضع اختلف في الثانية امام الكويت حيث قدمت الامارات عرضا جيدا توجته بهدفين نظيفين اعادا الثقة والامل الى اللاعبين قبل ان تعيدهم عمان الى دوامة الانتظار بفوز بنتيجة مماثلة مع عرض هجومي قد يكون الافضل حتى الآن.
ولم يقنع هودجسون كثيرا حتى الآن لا في تعامله مع المجريات ولا في اختيار العناصر ولا حتى في تبريره لكل خسارة. فالارهاق وسوء ارض الملعب امران تعاني منهما جميع المنتخبات. وبالتالي فإن اي حجة يجب ان تكون فنية والا لن تجد صدى.
واعتمد المدرب الانكليزي على اسماعيل مطر ومحمد سرور في الهجوم لكنهما كانا بعيدين عن مستواهما خصوصا الثاني فاشرك بدلا منه محمد سرور في الدقائق الاخيرة لمباراة الكويت ونجح في تسجيل الهدف الثاني فزج به اساسيا امام السعودية لكنه لم يفعل شيئا، كما اشرك فيها لدقائق فيصل خليل بدلا من اسماعيل مطر وعلي الوهيبي نجم منتخب الشباب. وهذه التغييرات قد تطرأ ايضا على التشكيلة التي سيواجه بها قطر، ولا يبدو وضع الفرنسي فيليب تروسييه مدرب منتخب قطر وصيف بطل الدورة السابقة افضل سوى انه وضع خطة بعيدة المدى تصل الى مونديال المانيا عام 2006 لكن لمساته لم تظهر بعد سوى على الناحية الدفاعية التي اظهرت كفاءتها امام عمان والسعودية فتعادل معهما سلبا (خاض مباراتين فقط حتى الآن). وبعد ان عرف مستويات المنتخبات المشاركة جيدا يتعين على تروسييه ان يجري تغييرا في طريقة اداء المنتخب القطري لان الدفاع وحده لا يبني منتخبا ولايحقق النتائج إلا اذا كان يريد تحاشي اي خسارة والعودة الى قطر بأفضل الممكن.
ويجيد المنتخب القطري الضغط على حامل الكرة وعدم اتاحة الفرصة امام المنتخب المنافس للتحرك بحرية وهي ميزة مهمة في عالم كرة القدم الحديثة تحتاج الى لياقة بدنية عالية وتركيز دائم. لكنه لم يكشف وجهه الآخر حتى الآن باعتماد خطة هجومية مناسبة.
هاني الضابط
|