سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الاستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
اطلعت على ما جاء في «نبض الشارع» في «جزيرتنا» لعددها رقم 11406 تحت عنوان «وعي متأخر بتغيير الاسماء في الكبر» وقد تضمن ذلك الخبر ان عدداً من المواطنين تقدموا الى ادارة الاحوال المدنية بمناطق المملكة لتغيير اسمائهم الاصلية الى اسماء اخرى «بديلة» اختاروها بأنفسهم عوضاً عن اختيار ابائهم لاسمائهم التي ولدوا عليها.. وقد عرضت قائمة كبيرة بعدد تلك الاسماء من الذكور والاناث.
ولعل مثل هذه المبادرة في التغيير تعد حقاً شخصياً من حقوق الافراد الا ان الملفت للنظر في هذا الخبر هو ان بعضاً من تلك الاسماء مألوف ولا يعتبر مخالفاً للشرع او مستنكراً في معناه او مدلوله.. سوى ان عدم مناسبته في الوقت الحاضر ومن ذلك جاء تغيير كل من عوض ومطلع الى تركي، وشليويح الى سلطان كما جاء في تغيير اسماء الاناث من سعدة الى سعاد، وناجية الى ندى، وعلايم الى سارة، ووردة الى هند.. الى آخر تلك القائمة.. ومما سبق ندرك اهمية حسن اختيار الاسم ومناسبته في محيط المجتمع الواحد.. اذا ما كان مناسباً في زمن مضى ليس كذلك في الزمن الحاضر.. وما كان مرضياً في مجتمع معين لا يكون الامر كذلك في مجتمع آخر.. وهذا فيما يخص الاسماء المقبولة شرعاً والمألوفة ذوقاً.. اما تلك الاسماء - اللامشروعة - والمستنكرة فالواجب تغييرها كما جاءت بذلك السنة المطهرة، فقد ثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم غير اسم «عاصية» الى «جميلة».
وغير اسم «حزن» إلى «سهل» وغيرها من الاسماء.. لما في ذلك من الآثار والمصالح العائدة الى الفرد والمجتمع.. اخلاقياً.. ونفسياً.. واجتماعياً.. اذ شاهدوا ان هناك تأثيراً للاسماء على مسمياتها كما ان بينهما ارتباطاً وثيقاً بين اللفظ والمعنى.. كما ذكر ذلك اهل العلم.
نعم.. نلحظ ان هذا الارتباط والتناسب بوجه عام في التعامل الانساني بين الافراد فالبعض عندما يواجه من شخص «ما» بعض التصرفات واياً كانت !!! فانه سرعان ما يرد قائلاً: «فعلاً.. اسم على مسمى». فضلاً عن المكانة والمنزلة الاجتماعية لبعض الاسماء..
ولاختيار افضل الاسماء لابد من مراعاة مايلي:
1- الموافقة الشرعية للاسم.. والافضل ما جاءت به السنة النبوية.
2- عدم التكلف والمبالغة في التقصي والاختيار عن التسمية.
3- ضرورة التأكد من كون الاسم لطيفاً ومقبولاً في لفظه ومعناه.
4- اهمية اعتبار خفة الاسم ليسهل التلفظ به، تسمية وكنية.. ولقباً.
5- مناسبة التسمية للزمن والمحيط الاجتماعي.
وفي الختام.. فان مسألة «التسمية» مهمة جداً وتحتاج إلى المزيد من العناية والاهتمام.. من خلال.. التروي.. وعدم الاستعجال.. والاخذ بمبدأ الرأي والمشورة في محيط الاسرة.
كما ان الجهات المعنية بتوثيق الاسماء تتحمل جزءاً من المسؤولية حيال هذا الموضوع.. من حيث المنع والتغيير حسب ما تقتضي به التعليمات.. والله ولي التوفيق.
خالد بن عايض البشري |