سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت المواجهة المهمة التي أجراها الأستاذ إبراهيم التركي بجزأيها مع معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي بمناسبة تكريمه كشخصية لهذا العام في مهرجان الجنادرية.
إن بعض الرجال تسجل سيرهم بمداد من النور.. وأعمالهم بصفحات من الذهب.. وخاصة العلماء والأدباء والمثقفين.. وحين يجمع علمهم مع عمل دؤوب لرفعة الدين والإسلام والمسلمين فعند ذلك يكونون قد جمعوا خير الدنيا والدين.. من هؤلاء الرجال الذين تشرفت بهم المناصب والكراسي ولم يتشرفوا بها.. معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي كُرِّم في مهرجان الجنادرية لهذا العام.. هذا الرجل يزين عمله وعلمه هالة من التواضع ونكران الذات التي تندر في عصرنا الحالي، ابتعد كل البعد عن الرياء والتعالي.. واتصف بصفات تذكرنا بصفات سلفنا الصالح التي لا نقرأ عنها إلا في بطون الكتب.. سأسوق لكم موقفاً حصل لي مع معاليه.. أكبرت بعده هذا الرجل وعرفت أنه لم يصل لهذه المكانة إلا بصدقه وتواضعه.. وصدقت ما أقرأ عنه:
كنت في بعض المقالات المتواضعة التي أكتبها أشير إلى كتب معاليه في الرحلات وأطالب بطبع ما تبقى منها فهي هدية للعالم الإسلامي كله، وعلمه ورحلاته يستفيد منها المسلمون في كل أصقاع المعمورة للتعريف ببعضهم.. وفي يوم من الأيام 10/10/1423هـ جاءني اتصال من أحد الإخوة يفيدني بوجود مجموعة من الكتب وخطاب وصل إلي من العلامة الرحالة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي وقال لي: إن العبودي قد جاء بها.. فقلت: ربما إن الواقع يقول: إن مندوباً أرسلها لمندوب من الشيخ العبودي.. وهو بدوره أوصلها إلي في البدائع.. ولكن عندما ذهبت لهذا الأخ الكريم والذي يقع له محل بجوار مكتب الجزيرة بالبدائع فاجأني حين قال: لقد حضر الشيخ العبودي بنفسه وأحضر لك هذه المجموعات من الكتب، وإن الشيخ قد سأل عمّن يعرفك كثيرا أو يعرف لك رقم هاتف؛ حيث إن مكتب الجزيرة كان مغلقاً.. وقام هذا الأخ الكريم مشكوراً بحفظها لديه في محله وإيصالها إلي مع خطاب رقيق أعتز به من معالي الشيخ العبودي يدل مرة أخرى على تواضع هذا الرجل وأخلاقه التي ملكت القلوب، يقول فيه: «أخي المهندس عبد العزيز بن محمد السحيباني حفظك الله ورعاك:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
فقد غمرتني بفضلك، وواصلت جزاك الله خيراً أحسن ظنك فأثنيت على كتبي في الرحلات كرة بعد مرة؛ لذا يسرني أن أهدي إليك بعض هذه الكتب هدية، أرجو أن تنال منكم القبول.
أخوك محمد بن ناصر العبودي
في 5/10/1423هـ.
ولكن الهدايا على مقدار مهديها..
ولو كان يهدى إلى الإنسان قيمة
لكان «قيمته» الدنيا وما فيها
لقد أهدى إلي الشيخ العبودي تواضعه الجم الذي يندر في زماننا هذا، وكان هذا التواضع الاستثنائي من شخص لا يريد منا جزاء ولا شكوراً علامة أكيدة على أن هذا الرجل الاستثنائي في زماننا يحمل أخلاقاً عالية جداً، ونفساً لا تقنع بما دون النجوم.. وهمة لا تعرف الغرور أو المكابرة.. وإذا قارنت هذا مع ما يتوقعه بعض «الصغار» ممن يبدي مشاعره نحوهم ويقابلونه بالمكابرة والتعالي توهما منهم أن هذا قطعا لدابر التملق والنفاق.. ولكن هذا هو ما يزرع الكره نحوهم بتعاليهم وتكبرهم على الآخرين.. إن مثل هذه الصفات التي يتمتع بها «معالي الشيخ العبودي» هي التي تذكرنا بأخلاق سلفنا الصالح الذين يتواصلون مع إخوانهم المسلمين ولا يتعالون عليهم.. وها هو الشيخ العبودي في رحلاته في أصقاع المعمورة متفقداً أحوال المسلمين يجلس معهم على بساطتهم، ويشاركهم طعامهم البسيط وسكنهم على بساطته، ويحادثهم ويسألهم عن أحوالهم دون وسطاء أو حواجز أو هالات يتعمد وضعها في بعض الأحيان من يشعرون بتميزهم عن الآخرين.. لقد ملك الشيخ العبودي قلوب الآلاف من المسلمين الذين زارهم في ديارهم مشرقاً أو مغرباً وعرفهم بأخلاق الإسلام عملياً بعيداً عن الرسميات والكتب التي لا يفهمونها والأخلاق التي لم يتعودوا عليها.
ولقد كان تكريم معاليه في مهرجان الجنادرية من أوجب الواجبات وأقل ما يمكن أن يقدم لمثل هذا الرجل.. هذا المهرجان الثقافي الذي هو اختزال لثقافة هذه البلاد ورموزها أقام ندوة تعريفية عن الشيخ العبودي نتمنى أن تضاف إليها نبذة عن رحلاته وجهوده وسيرته وتصدر في كتاب تذكاري لمنح الجائزة لهذا الرجل.
وقد اطلعت على ما كتب عن تأليف الشيخ محمد المشوِّح كتيباً عن هذا الرجل بعنوان «الشيخ العبودي عميد الرحالة السعوديين».
والشيخ المشوح له منتدى مشهور «أعتقد أنه اثنينية» يستضيف فيه العلماء والأدباء والمثقفين من أبناء البلاد.. وهو مقدم برنامج الشيخ العبودي الأسبوعي وحديثه عن الرحلات التي يقوم بها.
وإنني لأتعجب من قدرة هذا الرجل التي منحها الله إياه في السرد للمشاهد والرحلات التي قام بها من خلال هذا البرنامج الذي يتابعه الكثير من المستمعين، ولقد تعجبت حين قال معاليه في أحد لقاءاته: إن هذا البرنامج لا يعتمد على مادة مكتوبة وإنما يتكلم عن مشاهداته ارتجالاً.. وأرجو أن يتم إنزال الحلقات المسجلة من هذا البرنامج إلى الأسواق ليستفيد منها الجمهور.. رجل بهذه الموهبة الفذة التي وهبها الله إياها .. يعتبر ملكاً للأجيال.. لا بد أن تقوم وزارة الإعلام بتكريمه ولو من خلال طرح تسجيلات هذا البرنامج في الأسواق.. وأتمنى من الشيخ محمد المشوح أن يقوم بخدمة شيخه من خلال بذل جهوده لطرح تسجيلات هذا البرنامج.. فهي كالفيلم المصور بل هي أبلغ في التعبير.. فمن يسمعها يحس وكأنه يشاهد فيلماً.. أو وكأنه معه.. وكتبه في الرحلات هي من أمتع الكتب في القراءة.. فكأنك تسير معه عند قراءتها. ويبدأ الأستاذ العبودي كل كتبه بحديث عن البلاد التي زارها أي إعطاء نبذة شاملة عنها من حيث الموقع مع إرفاق خارطة لها وعدد سكانها ونسبة المسلمين وأحوالهم. ثم يبدأ فصل المشاهدات اليومية بتسجيل دقيق وتفصيل شامل، ويعجبني الأسلوب المبسط للشيخ العبودي في السرد بعيداً عن التقيلدات الروتينية، فهو يتحدث عن كل ما يقابله في يومه ويتحدث عن كل يوم على حدة بدءاً من الاستيقاظ من النوم مروراً بالفطور والغداء والعشاء والجولات وما شاهده في جولته من مظاهر إما تدل على الفقر أو غيره.. ويذكر كل مَن تحدث معه واسمه، وهذا ما يجعل أسلوب معالي الشيخ العبودي استثناء فيما نقرأه من أدب الرحلات.. فهذا هو الأسلوب الشيق الذي يجعل القارئ يقرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف.. ومع الأسف الشديد فإن بعض مؤلفي كتب الرحلات لا يتحدث إلا عن البلد وعن الأسعار وعن الفنادق وهل هي خمس نجوم أو أقل، وكأنها كتب ترويج سياحي لهذا البلد أو ذاك.. أما أسلوب معالي الشيخ العبودي فهو يدخل المعلومة في قالب قصصي مشوق يذكر فيه كل ما واجهه من مواقف.. ومن تحدث معه.. وما حصل له من مصاعب ذاكراً التاريخ من كل يوم.. ومرفقاً كل ذلك بصور عديدة ملونة للمدن التي يزورها .. كما تعجبني بساطة الشيخ العبودي وتواضعه الجم وحديثه مع بسطاء الناس الذين يقابلهم والتقاط الصور معهم، وهذا دليل علو همته وصدق نيته.. فمن خلال عمله كداعية إسلامي فإن هذا الأسلوب هو الأمثل لتأليف قلوب المسلمين الذين دخلوا الإسلام حديثاً ولكونه قد أتى من قبلة المسلمين مكة المكرمة فهم يرون فيه القدوة.. وقد حصل كثيراً معه ذلك من خلال قراءتي لكتبه.. فقد قال له بعض المسلمين: حين رأيناك فكأننا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلقي فيهم كلمة بسيطة ويشاركهم طعامهم ويتودد إليهم، وهذا هو المطلوب من الداعية المسلم لا الترفع عليهم ومعاملتهم معاملة رسمية.
إن كتب الشيخ العبودي يجب أن تكون وثائق ومراجع لكل داعية مسلم أو فاعل خير يريد أن يقوم بعمل نحو إخوانه المسلمين من الأقليات المسلمة في جميع أنحاء الأرض والذين هم بحاجة إلى الدعم والتعليم والإغاثة، فهذه الكتب تصف أحوالهم بأسلوب قصصي رائع وكأن الشخص يعايشها، وتتحدث عن ما يعانون من نقص في الأموال وقصور في الموارد لبناء المساجد والمدارس وطبع الكتب وتعلم اللغة العربية لغة القرآن.
وأخيراً، فإنني أتمنى من الشيخ العبودي ما يلي:
أولاً - أن يقوم بطبع كتبه المخطوطة في الرحلات والتي تقارب الـ100 كتاب، فكتب معاليه رائعة وشيقة وكلما قرأت كتاباً أشتاق إلى الآخر.. ومن هذه الكتب كتاب رحلات في البيت، وهي رحلات داخل المملكة العربية السعودية، وأتمنى أن يرى النور قريباً. ومن هذه الكتب أيضاً:
1- وراء المشرقين.
2- جولة في جزائر البحر الأبيض.
3- ذكريات المؤتمرات.
4- جولة في جزائر المحيط الأطلسي.
5- رحلة المسافات الطويلة.
6- حول العالم في خط متعرج.
7- في ربوع السودان الغربي.
8- الإشراف على أطراف من المغرب العربي.
9- العودة إلى غرب إفريقية.
10- بقية البقية في حديث إفريقية.
11- إلى أقصى الجنوب الإفريقي.
12- المستفاد من السفر إلى تشاد.
13- من إفريقيا الاستوائية إلى ساوتومي.
14- بلاد البلطيق.
15- البرتغال وبلجيكا وهولندا.
16- زيارة للمسلمين في الاتحاد السوفياتي.
17- بلاد السويد.
18- شمال الشمال: النرويج وفنلندا.
19- بلاد الشركس: الإيديفي.
20- الرحلة الشمالية.
21- خلال أوكرانيا بحثاً عن المسلمين.
22- العودة إلى داغستان.
23- من روسيا البيضاء إلى روسيا الحمراء.
24- بلاد التتار والبلغار.
25- بلاد العربية الضائعة «جورجيا».
26- على أعتاب الهملايا.
27- رحلات في شمال الهند.
28- بلاد الهند والسند «باكستان».
29- في أقصى شرق الهند.
30- وسط الهند.
31- الاعتبار في السفر إلى مليبار.
32- إلى أندونيسيا.
33- مشاهدات في تايلاند.
34- رحلات في بلاد الملايو.
35- بالي «جزيرة الأحلام».
36- في شمال شرق آسيا.
37- العودة إلى ما وراء النهر.
38- في شمال شرق آسيا.
39- في الجنوب التايلندي.
40- جمهورية قازاغستان.
41- الحِل والرحيل في بلاد البرازيل.
42- إلى جنوب البرازيل.
43- العودة إلى البرازيل.
44- رحلة الجنوب.
45- فنزويلا وترينداد.
46- رحلات فنزويلية.
47- العودة إلى الصين.
48- في وسط الصين.
49- بلغاريا ومقدونيا.
50- جمهورية القبائل الروسية.
ثانياً - لمعالي الشيخ العبودي برنامج رائع في إذاعة القرآن الكريم يتحدث عن رحلاته ومشاهداته في البلاد الإسلامية، وأتمنى أن يتم طرحه في محلات التسجيلات، فهو ذو أسلوب رائع في السرد والحديث عن المشاهدات، ويعد هذا البرنامج الشيخ محمد المشوح حفظه الله.
ثالثاً- أن يتحدث معاليه في حلقات من خلال الصحف عن مشاهداته ورحلاته في البلدان الإسلامية ومع الأقليات، فإنها ذات فائدة للدعاة ومحبي أعمال الخير وللمنظمات الإسلامية والإغاثية التي تبحث عن التوثيق لأحوال المسلمين وإعانتهم.
رابعاً- أن يقوم معاليه بكتابة «مذكراته»..
إن المذكرات الشخصية تختلف عن الحديث عن الرحلات ووصف المشاهدات، إن «المذكرات» هي تجربة الشخص الذاتية.. يتحدث فيها عن معاناته.. وعن حياته.. ومكابداته .. هذا الشخص الذي وصل إلى مراحل ومراتب عالية.. تعتبر سيرته ملكاً للأجيال يجب أن تعرف. ولا شك أن «الذكريات» تختلف عن «السيرة الذاتية».. فالذكريات حديث عن مواقف مرت على المسؤول خلال مسؤولياته، أما السيرة الذاتية فهي حديث عن حياة الشخص ومكابداته وما مر عليه من مواقف خلال حياته وقد يكون معها شيء من ذكرياته عن مسؤولياته، ولدينا يقل بشكل كبير حديث المسؤولين عن سيرهم الذاتية وذكرياتهم، وإحجامهم عن ذلك قد يكون عائداً إلى التواضع وعدم الحديث عن النفس الذي هو من أخلاق العرب في جزيرتهم.. ولكن هذا لا يكون مقبولاً إذا كان الشخص يمتدح نفسه وينسب إلى نفسه من الأعمال ما لغيره.. أو أن يتحدث مَن ليس له من الأعمال ما له تأثير ملموس ومعروف ويريد أن يرغم الناس على قراءة مذكراته وسيرته.. ولكن الناس لا يقرأون إلا لمن عرف بأعماله وجهوده.. ولدينا رجال منهم الشيخ العبودي نتمنى أن يقوموا بكتابة مذكراتهم وذكرياتهم.. لتكون مادة يقرأها الأجيال.. إن الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي يعمل حاليا أميناً عاماً مساعداً لرابطة العالم الإسلامي .. هذا الشخص انطلق من «القصيم» وتدرج في عدد من المناصب، وجال العالم من أقصاه إلى أقصاه، وذهب إلى مشارق الأرض ومغاربها وزار عدداً من الدول يزيد عن الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة، ولم يبق جزيرة في مجاهل المحيطات إلا وزارها.. فمع هذا الزخم الهائل من الرحلات لا بد أن يكون لهذا الرجل تجربة ثرية ومواقف غنية بالعبر والمعلومات والطرائف.. نعم، إنه قد سجل كل ذلك في كتب تزيد عن المائة كتاب في الرحلات، ولكن هذه الكتب تظل مشاهدات يومية، ولكن هناك مواقف طريفة أو ذات عبرة يمكن تلخيصها في كتاب مستقل إضافة إلى حياة الشيخ العبودي وسيرته الذاتية منذ أن كان أميناً لمكتبة بريدة ومديراً لمعهدها العلمي ومعاناته وشظف عيشه.. فهو رجل نقش الصخر بأظافره ورجل معلم ومربّ من الطراز الأول.. تجربته يجب أن تكون زاداً للأجيال، يجب أن تقرأها الأجيال.. فهذا الرجل ابن بطوطة حديث.. ابن بطوطة نراه أمامنا، نرى رحلته مصورة في الصور.. ابن بطوطة يتحدث في الإذاعة ويبرر مشاهداته بأسلوب عربي فصيح مبين لا لبس فيه ولا كلمات دخيلة.. هذا هو ابن بطوطة في القرن العشرين.. كل هذه المئات من الكتب لا تغني نهم القارئ عن أن يسبر أغوار هذا الرجل، وأن يعرف تاريخه البطولي وكفاحه المرير.. هذا الرجل كرمه نادي القصيم الأدبي..
يكرِّمه .. فمَن غير هذا الرجل ألف معجماً وشعراً ضخماً عن القصيم.. هو «معجم بلدان القصيم»، جمع فيه كل اسم لكل قرية، وكل جبل، وكل واد.. فقد استحق لهذا أن تكرمه القصيم كلها، وأن ينقش اسمه على رمالها.. وأن يحفر على جبالها.. فمثل هذا الرجل استثناء في تاريخ القصيم كله.. ومثله مَن يستحق التكريم.. وأن يسمى باسمه شارع ومدرسة.. وأن يؤلف نادي القصيم الأدبي كتاباً تذكارياً عنه.
إن تكريم هذا الرجل هو تكريم لعلمه الجم والغزير، وخدماته الجليلة للإسلام والمسلمين.. وخدمته قبل ذلك لمنطقة القصيم بهذا المرجع الوحيد عنها.
لقد عرفه الآلاف من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يتفقد أحوالهم، ويدفع الإعانات لهم لبناء المساجد والمدارس ولم الشمل.. وإضافة إلى هذا وهب الله الشيخ العبودي قلما متميزاً في الكتابة.. فهو يكتب الرحلات وكأنه ينقش في البحر بسلاسة وسهولة أسلوب وسرعة تتالى مع الأحداث اليومية للرحلة.. فقلمه تطوى له الصفحات تلو الصفحات.. ولا أظن أن معاليه سيبخل على قرائه ومحبيه الكثر بكتابة «سيرته الذاتية» وعن المناصب التي تولاها وذكرياته معها، ولا مانع من أن يذكر معها أطرف ما واجهه في رحلاته حول العالم، وأطرف الأماكن التي رآها أو زارها.. وأطرف رحلة قام بها.. إن مثل ذلك لا نطالعه في كتب الرحلات التي ألَّفها.. أتمنى أن يستجيب معاليه لهذا المطلب الثقافي المهم.
عبد العزيز بن محمد السحيباني |