الذين آتاهم الله من فضله كثيرون، والذين ربحت تجارتهم في هذا الوطن المعطاء كثيرون، والذين يزعمون الوطنية والوفاء كثيرون، والذين يدَّعون الإخلاص والانتماء لهذا الوطن ومواطنيه أيضاً كثيرون.. ولكن الذين يؤكدون هذا الانتماء بالبذل والعطاء، والذين يؤكدون هذا الإخلاص والوفاء بالأعمال الإيجابية عملاً على الأرض قليلون، والذين يوجهون أعمالهم وعطاءاتهم في التنمية الاجتماعية والخدمات الإنسانية قليلون.. والذين يدفعهم حبهم لوطنهم، وإيمانهم بربهم، وإخلاصهم لبلدهم، ووفاؤهم لأرضهم إلى تقديم العون والمساعدات لإنسانهم قليلون.. ومن أبرز هؤلاء المؤمنين حقا بربهم.. الصادقين في وطنيتهم.. المخلصين في أعمالهم.. الأوفياء لهذا الوطن وهذا المجتمع النبيل (صاحب السمو الأمير الجليل سلطان بن محمد بن سعود الكبير)، وحقاً فإنه الكبير، وابن الكبير.. الكبير بعطائه، الكبير بإنسانيته، الكبير بأعماله الخيرية.. الكبير بمشاركاته الوطنية.. الكبير بخدماته الإنسانية، وبمواقفه الموفقة، وخطواته المشكورة، ومبادراته الكثيرة في سبيل خدمة الوطن والمواطن في كل مكان، وأينما كان.. ومن أبرز تلك الخدمات والمبادرات الإنسانية الخلاقة، والأعمال الخيرية الرائعة حقاً وصدقاً.. ما نشرته أخيراً هذه الصحيفة الغراء (الجزيرة) بعددها (11396) الصادر يوم الخميس 17/10/1424هـ عن قيام سموه الكريم.. بعد عيد الفطر المبارك مباشرة.. بزيارة إنسانية رائدة، ورائعة، وفائقة.. لقرية (تربة حائل) في أقصى الشمال الغربي لمملكتنا الواسعة المترامية الأطراف.. تحت (جبل شمر) من أجل تحرير رقبتين وعتقهما من القتل شرعا.. والصلح بين قبيلتين نزغ الشيطان لعنه الله بين بعض أفرادها.. فقتل أحدهما الآخر.. وأخذاً بالثأر.. رد الثالث بالمثل.. فهب هذا الأمير مسرعاً بدافع الوطنية والإخلاص.. للصلح بين القبيلتين.. وإطفاء شرارة الثأر البغيض.. الذي يأكل الأخضر واليابس.. ويوقد شرارة الفتنة التي لا تدع ولا تذر.. وكان له بحمد الله وفضله ما أراد.. وتم بواسطته وعلى يديه الكريمتين عتق الرقبتين المحكوم عليهما شرعا بالقصاص.. ولم يعد سموه إلى الرياض إلا بعد أن وثق العتق في محكمة (بقعاء). فهل هناك أشرف من هذا العمل الجليل؟!
وهل هناك أكرم من هذا الأمير الكريم؟! ثم وهل هناك أسعد حالاً من حال تلكما الأسرتين اللتين كاد أن يعصف الشيطان بينهما؟! لولا فضل الله سبحانه وتعالى.. ثم فضل هذا الأمير الجليل.. ومبادرته السريعة لإنقاذ الموقف.. وإعادة روح التسامح والمحبة والإخاء بين أفراد تلكما الأسرتين بعد التنابذ والبغضاء التي كادت أن تعصف بهما.. فتقبل الله من هذا الأمير الإنسان هذا العمل الإنساني الجليل.. ووفقه إلى كل خير.. ومتعه بالصحة والعافية.. إنه على ما يشاء قدير، وبالاستجابة جدير.
وبالمناسبة ولإعطاء هذا الأمير الإنسان حقه المستحق.. فلا بد من الإشارة العابرة إلى حبه المميز والمعروف للخدمات الإنسانية، ودعمه وعطائه الدائم لكل ما فيه خير الوطن والمواطن. فلسموه الكثير والكثير من المشاركات الإيجابية والمؤثرة في التنمية البشرية، من خلال الخدمات الإنسانية، والدعم السخي للمؤسسات الخيرية.
وفي التربية والتعليم من خلال (روضة الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير بمعهد العاصمة النموذجي) وغيرها من المؤسسات التعليمية المتخصصة.. إلى جانب اهتمامات سموه بالرياضة والفروسية.. ودعم تلك الأنشطة وتقديم العون والمساعدات المالية لها في جميع مناطق المملكة.. بلا تحيز لانتماءات محددة.. أو أهداف شخصية، وإنما لأهداف التنمية الوطنية، وحب الوطن الذي أسسه الآباء والأجداد من آل سعود.
أما الخدمات الطبية والصحية.. فحدِّث ولا حرج.. فلسموه الكثير من المشاريع الصحية، والكثير من مراكز غسيل الكلى منتشرة في كثير من مناطق المملكة.. تقدم أكبر الخدمات الإنسانية لتلك الفئة من المواطنين الذين يعانون من أمراض الفشل الكلوي.. وآخر تلك المشاريع ما نشرته الجزيرة يوم الأحد 28/9/1424هـ عن توقيع سموه أربعة عقود مع شركتين وطنيتين لإنشاء أربعة مراكز لغسيل الكلى.. في أربعة مستشفيات في المنطقة الجنوبية.. بلغت تكلفتها عشرة ملايين ريال سعودي.. على نفقة سموه الخاصة.. وذلك في سياق المشاريع الإنسانية الكبيرة والكثيرة التي نفَّذها سموه سابقا في مختلف مناطق المملكة.. والتي من الممكن والمطلوب من الصديق العزيز، والزميل الكريم الأستاذ عبدالرحمن الشثري، وهو من المتخصصين وأصحاب الاهتمامات الكبيرة بمثل تلك الخدمات، والدالين على فعل الخيرات من أجلها.. أن يلملم أطراف تلك الأنشطة.. ويقدمها في صورة نشرات دورية للاستفادة منها إعلامياً، ولوضع بوابة واسعة.. وميدان خيري فسيح في سبيل التنافس الوطني الشريف لفعل الخيرات، وتقديم المساعدات والدعم السخي للمؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية، والتنمية البشرية التي يحتاجها الوطن والمواطن.
وأعود إلى القول بأن سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير بما قدمه، ويقدمه من أعمال خيرية في مختلف المجالات ليمثل الوطنية بأكمل صفاتها، والانتماء بأعمق جذوره، والإخلاص بأصدق معانيه، والوفاء بأبعد حدوده.. فجزاه الله خير الجزاء، وزاده من صالح فضله، وأسبغ عليه لباس العز والرفعة، ومتعه بالصحة والعافية، ليضيء في مسيرته وسيرته العطرة دروب الخير والعطاء والتنمية لرجال المال والأعمال الآخرين، لعلهم يشكرون.. ومن غفلتهم يستيقظون.. ولوطنهم ومن أجل مواطنيهم يساهمون، والله يوفق الجميع.
|