{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ... اللهم إنا لمؤمنون بقضائك وقدرك، وإنا إن شاء الله من عبادك الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا:{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
كما يتعاقب الليل والنهار يهطل عليك الخبر السار ويصيبك نبأ يجثم عليك فيأكل من جسدك كما تأكل النار الهشيم.نزل عليّ وعلى كل من عرف العم الشيخ محمد بن سليم الحربي رحمه الله نبأ وفاته كالصاعقة، لِمَ لا وهو العم والأب والأخ، وهو فوق ذلك وذاك رمز الفضيلة والوطنية والإخلاص.نذر الشيخ محمد بن سليم نفسه لخدمة الوطن في كل صقع منه، فعمل سنين طوالاً في إمارة حائل إلى جوار الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي رحمه الله فكان الرجل الصالح والمواطن المخلص، ثم انتقل إلى عدة مواقع في سبيل خدمة الأرض الطيبة وأهلها، فرأس مركز الحليفة ثم مركز المعرش ثم مركز المضيح، وأخيراً مركز السبعان عند سفوح جبال سلمى؛ ليسمو بسموها وطيبها وتتشح هي بعطائه الوارف، ونبله الأصيل، وسجاياه الكريمة.
سبعون عاماً قضاها في هذه الدنيا بين أطايب الكلم ونفائس الأعمال، فكان أن منَّ الله جل وعلا بأن يوارى جسده الطاهر في أطيب ثرى في هذه البسيطة في مكة المكرمة.
فرُحْمَاك يا الله! اللهم أنْزلْ رحمتك على أهله، وأدرك بفضلك زملاءه وأصحابه وأصدقاءه، واسكب على الجميع جميل الصبر والسلوان، وأسكنه يا صاحب المن والعطاء فراديس الجنان، واسقه من حوض النبي صلى الله عليه وسلم شربة ماء لا يظمأ بعدها أبداً..
|