الإعاقة هي تلك الحالة التي تعيق الإنسان عن ممارسة حياته بشكل طبيعي أياً كان نوعها والتي تتضح اكثر عند اكتمال النمو وبداية مرحلة الطفولة التي عادة ما تستوجب ان يعتمد المعوق في بعض الحالات على أسرته والملاحظ وهو الذي سوف نركز عليه هنا هو مدى تقبل المعوق والنظرة إليه في داخل أسرته أولا ثم المجتمع ثانيا فالأسرة وان كانت لا تمثل الا أبا وأما فقط تبقى هي الأساس والعنوان الذي ينطلق منه المعوق للتعامل مع الخارج وفقا للحالة فما إن توفر للمعوق التعامل السليم المدروس فإنه يمكن أن يكتسب أشياء تساعده على التغلب على حالته ولكن كيف هذا؟ لاشك ان بعض الأسر التي لديها معوق تعاني أحيانا من الكيفية في إيجاد تعامل يمكن المعوق لديها من الاعتماد على النفس في ابسط الأشياء التي تجدها في بعض الحالات شبه مستحيلة لكن على الأسرة أن لا تفقد الأمل عند فشل التجربة بل تسعى دون ملل إلى طرق أبواب التجارب والاستفادة من كافة الخبرات وعدم الركون إلى ترك المعوق أسيرا ومكبلا بالنهر والعزل دون ان يكون له قيمة مما ينعكس عليه سلبا عند تقدمه في النمو. وهنا يبرز مدى ثقافة الأسرة التي يجب ان تدرك أنها إذا أرادت وبتصميم جاد في الوصول لنقل العلاج او حل تقريبي فعليها التحلي بالصبر والمثابرة وعدم الشعور باليأس بل اخص تلك الأسر التي لديها تعليم غير متقدم.
ولعل ما نشهده في الآونة الأخيرة من اتساع رقعة الاهتمام بحالة المعوقين في بلدنا العزيز يكون عاملاً مساعداً نحو دخول المعوق مرحلة متقدمة في البحث عن أساليب متطورة في التعامل مع الإعاقة وكيفية التغلب عليها ونظرا للحرص الذي توليه الدولة لتلك الفئة جاء انشاء مجلس أعلى للمعوقين برئاسة سمو ولي العهد الذي سوف يقوم بتنظيم ودعم المؤسسات والجمعيات والمراكز والبرامج التي تخدم تلك الفئة، ونحن إذا اخذنا جانبا من هذه وهو البرامج التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم ممثلة في قسم التربية الخاصة الذي اخذ يتسع مع الوقت في تعدد برامجه للتعامل مع كافة الإعاقات القابلة للتعلم والذي راح يطرق باب الاستفادة من أنواع التجارب المختلفة لعل أهمها فكرة الدمج وهي دمج المعوق مع نظرائه من الطلبة العاديين في المدارس الحكومية وكم كانت التجربة ذات اثر فعال ايجابي على بعض الحالات فلقد تغير واقع المعوق لا من حيث التفاعل أو من النظرة اليه فلقد فك قيد العزلة والانطواء والوحدة الى عالم يحاول ان يكتسب منه ما يساعده على الاستقلال بنفسه قدر المستطاع والاهم من ذلك وهو ما ذكرناه أعلاه عن النظرة من قبل المجتمع والذي كانت في السابق تعيش على أن المعوق مجرد إنسان عديم الفائدة عالة على اسرته فجاءت فكرة الدمج لتغير تلك النظرة الخاطئة عن واقع المعوق وتجعله ينخرط مع زملائه من الطلبة العاديين في جو يسوده الفرح والمرح والألفة والإخوة والإنسانية ولقد شهدت هذا بنفسي ومن واقع التجربة التي كان لي الشرف في الانخراط فيها في مدرسة تقوم إدارتها ممثلة في مديرها الفاضل ومعلميها المخلصين على التفاني في خدمة هذه الفئة لا يعرفون الكلل أو الملل، ينبع من قلوبهم الخير والعطف والرحمة فجزاهم لله كل خير.
|