«الرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب، كذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير».
يعد التدريب من أكثر الاستراتيجيات المعترف بها في مجال تنمية الموارد البشرية لتحسين الأداء. فغالبية المنظمات تخصص له الكثير من استثماراتها في مجال تنمية الموارد البشرية، ويتكون التدريب من تجارب تعليمية يزود بها صاحب العمل العاملين لديه في البداية، وهذه التجارب تصمم لتنمية مهارات ومعارف جديدة يتوقع ان تستخدم في ساحة العمل.. وهذا نتاج عن ادراك أصحاب العمل لأهمية التدريب في العمل من أجل زيادة الانتاجية وتحسين الأداء، وجودة العمل.. هناك منظمات أدركت مبكراً أهمية التدريب، وبدأت خطوات فعلية لتسليح موظفيها وعُمالها بطرق ومهارات من أجل تحسين الأداء، وبالمقابل هناك منظمات تحمل نظرة تقليدية للتدريب على أنه لصالح الموظف ولا يخدم المنظمة بشكل مباشر.. فنتيجة للتطور التكنولوجي المتسارع تظهر الحاجة الى مهارات جديدة أو تحسين وتطوير مهارات موجودة أو تحليل واقتراح تغيرات في بيئة العمل.. إذن التدريب ضرورة ومطلب لكل موظف أو عامل أو حتى مدير ولكن كل على حسب تخصصه ودوره في المنظمة سواء منظمة هادفة للربح أو غير هادفة.. ولكني هنا اتساءل لماذا الموظفون والعمال في منظماتنا السعودية غالباً ما تكون مجرد تكلفة وموارد مهدرة في المنظمات.. لماذا منسوب الوعي بأهمية التدريب منخفض عند غالبية قادة ومديري المنظمات.. من وجهة نظري ان الموظف ما هو إلا أداة في يد القائد أو المدير.. قد يرفض الموظف التطوير والتدريب في البداية ولكنه يحتاج الى استراتيجية من أجل اقناعه بأهمية التدريب له وللمنظمة.. فالتدريب له خصائص والمتدرب له سمات، فيجب أن يكون المتدرب لديه ملاحظة قوية وقدرة على الاكتشاف والتحليل والمقارنة والحماس والمبادرة وسرعة الانجاز والدقة أي يتمتع بقدرات نفسية وعقلية ودور القائد والمدير هو اكتشاف نقاط الضعف والقوة في هذا المتدرب والتعامل معها من أجل إثراء مهارات المتدرب.
ويجب على القائد مراعاة الفروق الفردية بين المتدربين فليس كل المتدربين يتمتعون بهذه السمات، والمنظمة هي المستفيدة بشكل مباشر من هذا التدريب فهي تخلق مهارات جديدة وتطور مهارات قديمة عن طريق التعلم وأنشطة تحسين الأداء والمساعدة في تحديد متطلبات تحسين الأداء والتغير في بيئة العمل فهذا قد يشتمل على إعادة هيكلة الوظائف أو اعادة النظر في الحوافز الرسمية أو غير الرسمية.. وكما قيل «ليس من الممكن أن تصعد جبلا عاليا ولا تلهث» لذلك لابد من بذل مجهود كبير من أجل زيادة الوعي في أهمية التدريب بالنسبة للمديرين والموظفين والعاملين والقادة وأهميته أيضا في تأثيره على مخرجات المنظمة فكلما كانت المنظمة تتمتع بصحة داخلية من ناحية جودة العمل ومهارة العاملين وصحة الاستراتيجيات المعمول بها كانت في طريقها للنجاح واستمراريتها في السوق.. ولكن لابد من توفر ميزانية خاصة للتدريب وأيضا مدربون سواء من داخل المنظمة أو من خارجها.. وعادة يفضل المدربون من داخل المنظمة لأسباب منها لمعرفة المدرب بقدرات الموظفين ومعرفته بهم فلا يأخذ وقتا بالتعارف والانسجام مع الموظفين.. وأيضا لديه دراية بنقاط قوة وضعف الموظفين والمنظمة وماذا يحتاجون اليه والأدوات اليوم ليست في شكل معدات وآلات إنما في شكل ندوات ودورات وإثراء لاستثمار المورد البشري.
|