ثمَّة تمايز جميل يبرز القواسم المشتركة لنسيج اجتماعي واحد في الجنادرية بكل فعالياتها، ان التناغم الرائع الذي يجسد النسيج المشترك بدءا بالقوافي في قصيدة الشاعر الكبير/ سعد بن عبدالله المسيطير والشاعر الشعبي/ خلف بن هذال العتيبي إلى وحدات أوبريت (عرين الاسد) مرورا بالمزرعة والسواني والحراثة ومشاهد الحصاد.
إنه التراث الواحد الذي يجمع ولا يفرق والتفاصيل الصغيرة قد تبرز بخصوصية المنطقة التي تنتمي إليها الا انها تصنع في المجموع لوحة واحدة تؤكد وحدة الوطن الكبير وهذا التلاحم المنفرد والمتميز بين وحداته مهما ترامت الاطراف واتسعت المساحات.
الجنادرية في شكلها ومضمونها إعلاء لشأن تراث الأمة الأصيل كما قال صاحب السمو الملكي الأمير الفريق أول ركن/ متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشئون العسكرية في افتتاح التظاهرة ان الجنادرية ليست تظاهرة ثقافية عربية وبشهادة الجميع انها الواجهة الحضارية التي تشعرنا بالفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن، هذا الوطن الضارب في أعماق الأمس بأصالة تستحق منا بعد الفخر بها ان تحول هذا الانتماء إلى سلوك وفعل يوثق النسيج الاجتماعي الواحد ويعزز التلاحم الرائع ويقوي هذا التكاتف والترابط بين أرجاء الوطن.
إنها مناسبة لتكريس الثقافة والتراث الأصيل.. والارتقاء بوعي الاجيال الحاضرة والقادمة بالماضي الجميل وبالجهود الخارقة لصنع وطن اليوم.. وطن الخير.. وطن القوة والنماء. صور رائعة تجمع كلها على أن الوطن الشامخ صنعه رجال جديرون بالإخلاص لجهودهم من خلال الحفاظ على الوحدة الوطنية والذود عنها ضد كل من تسوّل له نفسه مجرَّد المساس بها.
الجنادرية صورة رائعة من الأمس تحرص على التشبث بمكتسبات الوطن وعدم التفريط فيها بل والإضافة اليها.
|