كم هو محظوظ ذاك الذي تسنح له الظروف وتتهيأ له الفرص الثمينة وتسعفه الأيام الغوالي ليركن شيئاً من الهموم والركض واللهث وراء ظهره ويمتطي دابته صوب الأرض النجدية الصافية وركن اليمامة الشرقي وسهل الجنادرية المنبسط وعمق الثمامة المتجذر في عبق التاريخ فهو ومن غير شكٍ قد حاز على خير كثير جداً من حصاد المهرجان الوطني للتراث والثقافة التاسع عشر، بَيد أن من يريد مزيداً من المتعة والحظ والعلم والفنون ونيل شرف المثاقفة فعليه أن يدلف ودون استئذان من أحد على جناح مهم بأهمية الوزارة المهيبة التي صاغته ووضعته واستقته من وحي المجتمع الذي لا يمكن أن يهدأ له بال من دونها، إنها يا سادتي وزارة الداخلية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وصفاتٍ ومتونٍ وشروح ومهام ثقال ملقاة على عاتقها فهي العين الساهرة التي ترعى الوطن بينما نحن نائمون تبسط لنا الراحة والدعة وتجلب إلينا الثقة والطمأنينة لنفترش في ثرى الداخلية لحاف الأمان ونتدثر بثوب الآمنة والنعاس الذي لايغشى إلا من أصبح آمنا في سربه، وعليه بات لزاماً علينا جميعاً أن نحمد الله على فضله بأن سخر لنا رجالاً يعشقون الموت حينما يكون العدو مُستهدفاً الأنفس والأموال والثمرات والأرض وفوق كل ذلك عقيدة الأمة ووجودها ورسالتها التي من أجلها خلقت، ومهما قيل عن وزارة الداخلية في هذا البلد الآمن فإن مدادنا سينفذ وقراطيسنا ستمتلئ ونحن لم نبلغ بعد تمام المدح والثناء على الجهود الجبارة التي تبذلها هذه الوزارة حيث يكفي منسوبيها شرفاً أنهم رجال المواقف العصية حينما يكون الحديث عن الدفاع والموت والحياة والرصاص ودخول المخاطر ومواجهة المارقين ولعلعة السلاح فكل تلك المهالك يخوضها رجال الداخلية البواسل حماية لنا وحفاظاً على أرواحنا.
لقد جاء معرض وزارة الداخلية المصاحب لفعاليات الجنادرية بالقرية التراثية مواكباً لهذا الحدث الشامخ ومبرزاً قدر المسؤولية الضخمة التي تقع على عاتقها وقد ازدادت تلك المهام بمقدم كابوس الإرهاب وبروز أفعى الفتنة التي تحاول أن تجد لها موطئ قدم بين بُطاح المملكة وربوعها المزهرة لكن هيهات لها مادامت وزارة الداخلية ورجالها الأوفياء ممسكين بزمام المبادرة، وأن من يمشي الهوينى في أروقة المعرض يقرأ صوراً ناطقة عن الخدمات بكافة أنواعها ولكي يسير المرء على هدى من أمره فعليه أن يستصحب معه راشداً في أبناء العلاقات العامة بوزارة الداخلية ذلك الوجه المشرق والجبهة المضيئة للوزارة فكل فرد منهم يُمثل كتاباً مفتوحاً عن ثقافة الطمأنينة ونشر المعرفة وتوجيه التائهين، وكل ذلك يتم في ظل ربان سفينة هذه الإدارة الفاعلة الدكتورسعود بن صالح المصيبيح مدير عام العلاقات العامة والتوجيه ذاك القائد الفذ الذي يُمثل طبعة مزيدة ومنقحة في علم العلاقات العامة نادرة الوجود فهو يسعى بكل تفان واقتدار على إبراز ودعم الجانب الفكري كأساس مهم في نجاح العمل الأمني وتعزيز مسيرة التطوير والنماء في هذا المجتمع وتعميق تراثه وأجداده وقيمه ومثله العليا في نفوس الأجيال وكم وُفق الدكتور المصيبيح وإدارته المظفرة في تحقيق تلكم الأهداف النبيلة فقد كان لهم فضلٌ كبير في ارتفاع مستوى الوعي الأمني لدى مختلف شرائح مجتمعنا اضافة إلى أن دخول مطبوعات الداخلية إلى الأسر وقراءتها ومعرفة مكنوناتها تعتبر قفزة كبرى في مفهوم الأمن وحصاناً حصيناً ضد الأفكار الهدامة والتطرف والإرهاب.نعم كان جناح الداخلية جناحاً كبيراً يتسم بدقة التخطيط وروعة التنظيم تشارك به شتى القطاعات الأمنية والمدنية بدعم لا محدود من رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي يبرز حرص الوزارة على تشجيع التواصل والاهتمام بإنسان هذه البلاد المباركة ويؤكد السعي الحثيث لتعزيز الشراكة بين رجال الأمن وأفراد المجتمع حيث يرى سموه أن المواطن والمقيم شريكان لوزارة الداخلية بالمسؤولية الأمنية فالجميع في سفينة واحدة وبات الكل مسؤولاً عن حماية وصيانة هذه السفينة، وفي هذا المقام يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان لسمو سيدي وزير الداخلية ورجاله الأوفياء حماة الوطن سائلة المولى أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء ومكروه وأن يديم على الجميع نعمة الأمن والاستقرار إنه سميعٌ مجيب.
الرياض-فاكس 014803452 |