أيُّ زمن هذا؟
وأيُّ نداءات للغربة كي تتمادى... وقد أسفر النداء...
أسئلةٌ محيِّرة تُنبت فسائلَها في وجه الهواء، والرِّيح، والماء، والضوء...؟
في خبايا السَّكينة، وهجوع التوجُّس...؟!
والاستفهام ينهض بتوجُّس الأسئلة، ناقوساً يدقُّ بِحِيرته طبلة الأذن...، يسدُّ أيَّ مجال لسماع سواه...
التَّوجس، كي لا يأتي الجواب بما لا تشتهي الأماني...، أو بقايا الرجاء...
من يُغترب؟ ومن يُخادع، من يُجامل، ومن يُغرق، من يعي، ومن ينقاد؟
و....
من تتَّسع المسافة بين قدميه، فقَدمٌ له فوق ضفَّة، وقَدَمٌ فوق الضِّفة الثَّانية...
و....
من سيسحقه الديناصور الأكبر...، في معركة لا تكافؤ فيها بين قوىَ الديناصورات؟
أمَّا ساحات ركض الجياد...
وساحات مصارعة الثِّيران...
وساحات الركض المتفاني
وحلبات المصارعة، والملاكمة
وأسواق العروض، والبيع والشراء، فقد سادها الكساد فأُغْلِقَتْ، وقد مَسحت دموعَ، ودماءَ أصحابها، قوائمُ الكسب، بعد أن غطَّت الخسارةُ أعمدة الحساب؟!
فمن يمنح الإجابة، ويُضفي على الغربة المتَّشحة بالتَّمادي ظلالَ الأمان؟
وكيف يُفسِّر الممارسون لنبض الحياة في معيَّة النَّهارات، وسرمدية اللَّيالي، سرَّ الطّفرة الكبرى، لتدفُّق المتغيَّرات، وهي تطوّق الإنسان، من (ألف) همومه في أبجدية (الإنسان) إلى (ياء)... كلمة (حي) في صفته؟!
من يجيب على قرع الاستفهام عمّا يحدث في هذا الزمن؟
وما هذه الطَّفرة المفاجئة لهيجان الزُّمَر والجماعات، والأفراد، والديناصور الأكبر يشقُّ عن صدره بوابل من السهام، فتتراكض أقدامُهم، لا يلوون على شيء فتضيع بهم السُّبل؟
ما هذا الغُثاء، والهُراء، والصِّراع، والصراخ، والنُّواح، والمراعي تنبسط ليعيش فيها الرُّعاء من ديناصورات الطّفرة.
أيُّ أقواس تُرمى، وأيُّ سهام تُصوّب!، وأيُّ آبار تُنزَح، وأيُّ عيون تُشفَط؟ وأيُّ خيام تُدكّ أعمدتها؟ وأيُّ أوتاد تُقلع من مواقعها؟
وأيُّ أشجار تُجتَثُّ من أراضيها؟!
غربةٌ تلوُّح بحيِّز لا مدى له
تُنادي بصوتها الأثيري...
تفتحُ ذراعيها...
تَصفُّ قوافلها،
تَنصبُ علاماتها..
تُعلق بوصلتها...
فيما طفرة التغيُّرات تدكُّ وتدها، تطوِّق بإزارها،
وثمَّة حادٍ يعلن بدء الرحلة.
فمن يعقد عزم الرحيل المتمادي في غياهب الغربة
ويطمئن بمشاركة وتد الجوار؟.
|