* فلسطين المحتلة / بلال أبودقة
انعكس التردي الاقتصادي الحاصل في دولة الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى على العرب الفلسطينيين في داخل إسرائيل مما زاد من نسبة الفقر والبطالة، وعلى الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون ومعتقلات وزنازين الاحتلال..
لقد بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية تنفيذ سياسة تقليصات واسعة على الخدمات التي تقدّمها للأسرى الفلسطينيين في السجون.. وانسحبت التخفيضات في الموازنة العامة الإسرائيلية بشكل حاد على موازنة إدارة السجون، مما أدى إلى إلغاء الكثير من الخدمات المقدمة للأسرى والتي تعتبر من مسؤولية إدارة السجون وملزمة حسب اتفاقيات جنيف بتوفيرها للأسرى وقت الحرب..
وقال نادي الأسير الفلسطيني في تقرير تقلت الجزيرة نسخة منه، نقلا عن شهادات الأسرى الفلسطينيين: إن التقليصات الإسرائيلية شملت المواد الغذائية التي انخفضت إلى النصف، مع إلزام المعتقلين بشراء هذه المواد من (كانتين) السجن التابع لإدارة كل سجن على حسابهم الشخصي بأسعار مرتفعة جداً عما هي عليه في السوق، وبالتالي جني أرباح مادية لصالح إدارة السجون..
وكذا بدأت إدارة السجون بمنع المؤسسات والجمعيات الخيرية من إدخال المواد الغذائية من الخارج لجعل الأسرى يضطرون لشراء لوازمهم من كانتين السجن.. وأدّى ذلك إلى زيادة تكاليف المعيشة داخل المعتقل، وبالتالي زيادة الأعباء المادية على أهالي الأسرى الذين يضطرون إلى إرسال النقود لأبنائهم في السجون.. إجبار الأســرى المرضى على دفع تكاليف علاجهم للمستشفيات، وتنصل إدارة السجون من تكاليف العلاج..
ومما جاء في تقرير نادي الأسير أن مصلحة السجون الإسرائيلية منعت عن الأسرى الفلسطينيين مواد التنظيف وأدوات الحلاقة، لقد تم تخفيضها إلى النصف، وأصبح كلّ خمسة أسرى يحلقون بشفرة واحدة، وتم تقليص معجون الأسنان والحلاقة بحيث كلّ ثمانية أسرى يحصلون على معجون واحد في الشهر، وانسحب ذلك على مواد التنظيف كالصابون والكلور والمماسح والمكانس وغير ذلك..
ناهيك عن إجبار المعتقلين على دفع غرامات مالية كجزء من سلسلة العقوبات المفروضة على الأسير تتراوح ما بين (450 شيكل حتى 800 شيكل) أي ما يعادل من 100 - 200 دولار أمريكي)، وسحب هذا المبلغ من حساب الأسير الخاص..
وكذا إجبار الأسرى المرضى على دفع تكاليف علاجهم للمستشفيات وتنصل إدارة السجون من تكاليف العلاج.. وأشار نادي الأسير في هذا السياق إلى حالة المعتقل الفلسطيني (محمد سواركة) من بيت لحم الذي أصيب برصاص الاحتلال وتم اعتقاله ومكث في مستشفى (هداسا الإسرائيلي)، والآن طالبت إدارة السجون من أهله دفع مبلغ (15 ألف شيكل) أي ما يزيد عن (3500 دولار أمريكي) هي تكاليف العلاج في المستشفى الإسرائيلي..
|