* دمشق - الجزيرة: عبد الكريم العفنان:
أكد مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أن الخطة الإسرائيلية لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل ستفتح احتمالات واسعة للمواجهة بين سورية وإسرائيل.
وقال المصدر في حديث مع الجزيرة إن الخطة الوزارية الإسرائيلية تحاول استباق زيارة الرئيس المصري إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يطرح وجهة النظر سورية تجاه استئناف مفاوضات السلام، مؤكدا ان سورية تملك مقترحات جدية بهذا الخصوص، وهي ترتبطها حسب المصدر نفسه بمشروعها المطروح في مجلس الأمن حول جعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل.
وركز المصدر على أن سورية ستحاول في الأيام القليلة الماضية استيعاب الخطوط الإسرائيلية دبلوماسيا، لأن القرار الوزاري الإسرائيلي يشكل محاولة لزج دمشق في معركة سياسية جديدة، ربما تؤدي لمواجهات محتملة وتوترات تطال المنطقة بما فيها الجنوب اللبناني.
وأوضح أن ما قامت به الحكومة الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين رد على العرض السوري للتفاوض من اجل السلام. حيث أتت خطة الاستيطان الواسعة في هضبة الجولان في وقت تحدث فيه الرئيس السوري بشار الاسد مطلع الشهر الماضي عن استئناف مفاوضات التسوية.
وبين المصدر أن القرار الإسرائيلي سيعطي فرصة لسوريا كي تدين التصلب الإسرائيلي، وهو موجه لتهدئة حلفاء شارون في صفوف اليمين المتطرف. كما يعبر عن الافتراق بين رئاسة مجلس الوزراء وبين وزارة الخارجية التي تأخذ الانفتاح السوري بجدية اكبر.
وحول التحرك السوري المستقبلي قال المصدر إن دمشق تواجه بالفعل أزمة حقيقية تجاه السياسة الإسرائيلية. فتل أبيب تحاول إغلاق المنافذ أمام الدبلوماسية السورية ودفعها باتجاه الانكفاء، مستغلة حسب المصدر نفسه التوتر في العلاقات السورية - الأمريكية.
لكن دمشق تحرك دبلوماسيتها بغض النظر عن القرارات الإسرائيلية من خلال سياسة منفتحة وواضحة المعالم، وهي في الوقت نفسه تسعى لرسم مصالحها إقليميا ودوليا وفق إطار سياستها الحالية.
فالمسألة بالنسبة لها وفق ما اوضح المصدر أكثر استقرارا من الناحية السياسية، لكنها ملحة جدا على صعيد استباق التفكير الإسرائيلي في توتير المنطقة.
يذكر ان الخطة التي اقرتها اللجنة الوزارية للاستيطان تهدف لرفع عدد سكان المستوطنات الزراعية من 10500 شخص الى 15 الف شخص تقريبا.
وهي الأكثر طموحا منذ السيطرة على هضبة الجولان السورية العام 1967، وضمها في كانون الاول 1981. وسيمر تطبيقها عبر اقامة تسع قرى زراعية اضافية للمستوطنين اليهود، تضاف الى البلدات الـ32 الموجودة حاليا.
وتكتسب هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل 1200 كيلومتر مربع منها، اهمية إستراتيجية بالنسبة نظرا لإشرافها على الجليل.
وهي إستراتيجية ايضا لانها نقطة اساسية في الطريق الى دمشق. ويستقر 18500 مستوطن إسرائيلي في الجولان منذ 1967، في القرى الزراعية وفي مدينة كاتزيريم.
كما يعيش فيه 17 الف سوري رفضوا التخلي عن جنسياتهم السورية.
|