في مثل هذا اليوم من عام 1982م ومع احتفالات منظمة التحرير الفلسطينية بالذكرى السابعة عشرة لانطلاقة الثورة الفلسطينية أعلن سمو الأمير سلمان أن جلالة الملك خالد أمر بأن يعطى مقر لمنظمة التحرير في حي السفارات وسيكون ان شاء الله في المستقبل السفارة الفلسطينية.
وأضاف ان جلالته لم يكتف بذلك بل أمرني أن نكلف لجنة السفارات ببنائه أيضا على حساب الحكومة السعودية.. وهذه هدية رمزية فقط ونحن وما نملك لفلسطين ولشعب فلسطين. وكان مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالرياض قد أقام حفلا خطابيا تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة عشرة لانطلاقة الثورة الفلسطينية. وفي كلمة أدلى بها سموه بهذه المناسبة قال:
أيها الاخوة في هذا اليوم المبارك، في الذكرى السابعة عشرة لانطلاقة العمل الفدائي بقيادة فتح، يسرني أن أتحدث معكم وإليكم وعندما أتحدث في المملكة العربية السعودية فأنا أتحدث من منطلقات إسلامية عربية أصيلة، لا رياء ولا زيف ولا نفاق ولا شعارات ولا ترديد لكلمات نرجو منها التصفيق والهتاف، لأننا شعب انطلقت منه الرسالة المحمدية ومن أرضه بدأ الفتح الإسلامي ومن أرضه بدأت الرسالة الإسلامية ولأننا شعب في معقل العروبة والإسلام، ولأننا كدولة بنيت على الإسلام وبنيت على الإيمان ولم تبن على الفسق والفجور ولم تبن على الجور والطغيان، ولهذا أتحدث من منطلق الثقة بالله قبل كل شيء ثم بأنفسنا، وان هذه الدولة ليست دولة اباطرة أو دولة متجبرين ولا متكبرين، دولة إيمان ودولة شعب بني بسواعد هذه الأمة.
نحن (والحمدلله) جذورنا راسخة في الأرض، نقف بخطوات ثابتة قوية وعلى أرض صلبة وننظر إلى المستقبل بعين وبمنظار بعيد، لذلك نحن وإياكم في خندق واحد.
نحن لسنا أصحاب موقف اليوم فقط، نحن أصحاب قضية، كما أنتم، فإذا كانت القدس تهمكم (وهذا لابد ان يكون) فهي تهمنا أيضاً لأنها أخت لمكة المكرمة والمدينة المنورة. نحن نقول ان منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني والحديث معها بعد ذلك، ولقد امتزج الدم السعودي العربي بالدم الفلسطيني في سنة 47-48 ومن المجاهدين هنا وفئة من الجيش السعودي راحت ولاء لفلسطين.
الواقع لدي مفاجأة رمزية أريد ان أعلنها الليلة.. كما تعلمون ان هناك حيا للسفارات في مدينة الرياض، ويجري التعامل مع الدول بالتعامل بالمثل من تعطي نعطيها، ومن تؤجر نؤجرها ومن تبيع نبيعها.
لكن عندما علم جلالة الملك ان هذا الاحتفال سيقام هذه الليلة أخبرني ان يعطى مقر لمنظمة التحرير سيكون ان شاء الله في المستقبل سفارة فلسطين في الحي الدبلوماسي ولم يكتف جلالته بذلك بل أمرني ان أكلف لجنة مشروع الحي الدبلوماسي ونقل السفارات بأن تبني مقر المنظمة على حساب الحكومة السعودية. هذه هدية رمزية فقط ونحن وما نملك لفلسطين ولشعب فلسطين. أخبرني: أرجو ان شاء الله ان نلتقي في مناسبات الخير مناسبة الجهاد، وان نلتقي ان شاء الله في فلسطين في يوم ما، وأرجو ان يكون ذلك قريبا، ولكم شكري واعتزازي ومحبتي.
|