في مثل هذا اليوم من عام 1993 م عقد اجتماع بين رؤساء الفصائل الثلاث المتصارعة في البوسنة والهرسك لمناقشة خطة سلام من أجل إنهاء تسعة أشهر من القتال في البلاد.
وكانت تلك المرة الأولى التي يجتمع فيها رؤساء صرب البوسنة والمسلمين والكروات وجهاً لوجه منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل عام 1992، وقد تم اللقاء في جنيف بدعوة من المبعوثين الخاصين للأمم المتحدة سايروس فانس واللورد أوين.
وقد اقترح تقسيم البوسنة إلى 10 مقاطعات مستقلة، بحكومة لا مركزية تديرها الفصائل الثلاث، وأن تكون سراييفو مقاطعة مفتوحة لكل من المسلمين والصرب والكروات، وأن يكون للجميع كلمة في كيفية إدارتها.
وقد صرح فانس بأن القادة عليهم أن يختاروا إما الحرب وإما السلام، إما الحياة وإما الموت لآلاف الأشخاص.
فمنذ اندلاع القتال قام الصرب بقيادة رادوفان كارازيتش بالاستيلاء على معظم أنحاء البلاد، وكانوا يمارسون سياسة التطهير العرقي، وأجبروا غير الصرب على الخروج من المناطق التي اعتبروها ملكا مستحقا لهم.
وقد اعتبر أن مجرد جمع القادة الثلاثة تحت سقف واحد أنه إنجاز كبير، وقد صرح رئيس مسلمي البوسنة علي عزت بيجوفيتش بأنه منذ أشهر قليلة كانت مجرد فكرة التقائه بزعيم صرب البوسنة مستحيلة بنفس قدر استحالة تفاوض تشرشل مع هتلرفي عام 1940.
وقد صرح اللورد أوين بأن ذلك الوقت هو أفضل وقت للوصول إلى تسوية بين الفصائل المتصارعة، وأضاف: لن نتردد في أن نلقي باللائمة على أي طرف يرفض تقدم المناقشات هنا، وكان من المقرر تأجيل المفاوضات إلى الثلاثاء، وإذا لم يصل الأطراف إلى اتفاقية حتى ذلك اليوم، فقد كان من المحتمل أن يستعر القتال ثانية.
|